بذور أخلاقية
بذور أخلاقية
ماذا لو انطلق المربي من الأخلاقيات التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف والتزم بها هو أولًا؟ هل فكرنا في الأثر الذي سيتركه ذلك في طفلنا؟ هو يرى القدوة الصالحة والمثال العملي الحاضر أمام عينيه، وخصوصًا إذا سعى المربي من خلال توجيهاته ونصائحه إلى غرس البذور الأخلاقية في جوف هذا الصغير، وكلَّل ذلك بالمتابعة والحث على الممارسة، فمنهج كهذا كفيل بتنشئة الطفل تنشئة مستقيمة عمادها أخلاق الدين الحنيف والفطرة السوية.
والباب في هذا واسع وكبير، فالبعد الأخلاقي التربوي في ديننا الحنيف شامل ذائب في كل المنظومة العملية والسلوكية، ومن هذه الأخلاقيات التي نبَّه لها المؤلف الحياء مثلًا، فنجده يقول: “الحياء فضيلة تمنع من ارتكاب الفواحش وفعل المنكرات، وهو من الإيمان، أما الخجل فهو ظاهرة مرضية تمنع من التعبير عن المشاعر الإنسانية الإيجابية كالحب والاحترام، وقول كلمة الحق والمطالبة بالحقوق المشروعة وهو من الضعف”، وهنا يجب التفريق بين الحياء المحمود والخجل، فالخجل سبب من أسباب الإحجام والتردد.
ومن الأخلاقيات الكثيرة احترام الأسرة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والتعاطف مع الفقراء والمساكين والإحسان إليهم، والابتعاد عن الكذب والسفه، والالتزام بالأخلاقيات الراقية في عرض المفاهيم، واستخدام الأساليب المهذبة في طرح الأفكار والتحلي بأدبيات النقاش، وبناء الصداقات على مرتكزات نبيلة كالوفاء والتفاهم والإحسان، كل هذه بذور أخلاقية تسهم في خلق إنسان يتحلَّى بقدر عالٍ من الخصال الحسنة والأخلاق الحميدة، ويسهم أيضًا في إعداد شخصية متفهِّمة.
الفكرة من كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
كثيرًا ما يتساءل الآباء عن جدوى طريقتهم في تربية أطفالهم، وما أهم الأسس التربوية في التعامل مع الأطفال؟ وكيف تكون تنمية مواهب الطفل واستثمارها وتوظيفها التوظيف الصحيح؟
يعرض هذا الكتاب مجموعة من التوصيات التربوية المهمة للآباء والأمهات والقائمين على المشاريع التربوية بصفة عامة في قالب بسيط وسلس مع عروض تصويرية ولمحات تقريبية، تنطلق من أسس واضحة وشاملة تبدأ من تأكيد أهمية البعد العقائدي في التنشئة منذ الصغر والتنبيه للممارسات المحفزة لروح الإيجابية وصولًا إلى الرعاية الفكرية والسلوكية وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
مؤلف كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
نايف بن محمد عديان القرشي: كاتب سعودي وأستاذ أصول التربية في جامعة أم القرى، وباحث في مجال بناء شخصية الطفل وتعديل السلوك، حصل على الماجستير في التربية الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل كذلك على دبلوم إرشاد أسري من جامعة الملك فيصل.
ومن أبرز مؤلفاته: “القواعد الخمس للطفل الأكثر فعالية”، و”طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء”.