صناعة الإبداع واكتشاف المهارات
صناعة الإبداع واكتشاف المهارات
لا يحدث الإبداع بصورة عشوائية ولا يزهر في بيئات متعسِّفة ومنغلقة، فللإبداع مكوِّنات وعوامل لا بدَّ من تحقُّقها في البيئة الحاضنة للطفل قبل أي شيء آخر، فهو استدعاء للأفكار وإعادة توليدها وإذا ما اعتبرناه أيضًا مجموعة من الخصائص والقدرات الشخصية والاستعدادات الفطرية المتأثِّرة بالبيئة والمحيط تأثرًا لازمًا يمكننا التعرُّف على العوامل التي تسهم في صناعته وتعمل على تنميته عند أطفالنا.
ومن بين أهم هذه العوامل الرقابة، فالبيئات المتسلِّطة والقاسية تحدُّ بلا شك من قدرات الطفل الإبداعية، إذ يعيش تحت تأثير الخوف المستمر من القسوة والتسلُّط والسخرية والتهكُّم بأفكاره وآرائه وهذا يقتل ثمرة الإبداع في داخله، وهنا يأتي دور الأسرة في خلق هذه البيئة الإبداعية، وتشكيل حالة أسرية سهلة ومرنة ومحفوفة بمسببات السعادة وعوامل الرفق واللين يجد فيها الطفل فرصته للانطلاق والتفكير وتكون منبعًا عذبًا لإبداعه وتميُّزه.
أما على صعيد المهارات فهي أداة الإبداع الأكثر الأهمية والسبيل الأمثل لتأطيره والخروج به إلى العلن، وفي هذا الباب حقيقة يخلط الكثير من الآباء بين فكرة صقل المواهب أو إيجادها وهذا خطأ فادح لأن مهمة الآباء الحقيقية متمثلة في اكتشاف المواهب وصقلها لا في إيجادها أو فرضها على الطفل، فالتعامل مع الطفل كحقل تجارب وإرغامه على ممارسة مواهب لا يحبها أو لا يتقنها يصيبه بالكثير من الإحباط والنفور والتعثر، في الوقت الذي تقتضي فيه طرق اكتشاف الموهبة مبكرًا -وتنميتها بالطرق العلمية الصحيحة والاستعانة بخبرات المختصين، وتوفير الإمكانيات المساعدة على ذلك بلا شك- إخراج طفل مبتكر ومبدع قادر على الوصول إلى الحقائق وترتيبها ورؤيتها بطرق مختلفة، ومؤهل لإعادة توظيفها واستخدامها الاستخدام المناسب.
الفكرة من كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
كثيرًا ما يتساءل الآباء عن جدوى طريقتهم في تربية أطفالهم، وما أهم الأسس التربوية في التعامل مع الأطفال؟ وكيف تكون تنمية مواهب الطفل واستثمارها وتوظيفها التوظيف الصحيح؟
يعرض هذا الكتاب مجموعة من التوصيات التربوية المهمة للآباء والأمهات والقائمين على المشاريع التربوية بصفة عامة في قالب بسيط وسلس مع عروض تصويرية ولمحات تقريبية، تنطلق من أسس واضحة وشاملة تبدأ من تأكيد أهمية البعد العقائدي في التنشئة منذ الصغر والتنبيه للممارسات المحفزة لروح الإيجابية وصولًا إلى الرعاية الفكرية والسلوكية وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
مؤلف كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
نايف بن محمد عديان القرشي: كاتب سعودي وأستاذ أصول التربية في جامعة أم القرى، وباحث في مجال بناء شخصية الطفل وتعديل السلوك، حصل على الماجستير في التربية الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل كذلك على دبلوم إرشاد أسري من جامعة الملك فيصل.
ومن أبرز مؤلفاته: “القواعد الخمس للطفل الأكثر فعالية”، و”طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء”.