فروض تربوية
فروض تربوية
هناك فروض تربوية كثيرة يغفل عنها العديد من الآباء والأمهات أو يقلِّلون من أهميتها في التكوين الشخصي والاجتماعي للطفل لأن الصفات الشخصية للطفل والمهارات الاجتماعية لا تولد معه، ولا يمكن أن يكتسبها بمحض الصدفة إنما يتم تعليمه إياها تعليمًا مكثفًا، وتدريبه عليها مدة زمنية مناسبة، فالتفريط في أداء هذه الفروض من شأنه أن يسبِّب عددًا لا بأس به من العقد النفسية لدى الطفل تكون نتيجة من نتائج العزلة والانطوائية التي يلجأ إليها بسبب ضعف شخصيته أو خوفه من التواصل أو خوض مغامرة علاقة جديدة أو تكوين صداقات.
وهنا يقع العبء الأكبر على الآباء في التعامل مع هذه المشكلة، بتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية حول الطفل وإدخاله شيئًا فشيئًا في أجوائها وتعليمه أساليب الحوار وطرق النقاش وكيفية التفاعل المحترم مع الآخرين، وتدريبه على المبادرة المهذبة وتكوين الصداقات الجديدة مع مساعدته على اختيار أصدقائه المقربين، وغرس قيمة الصداقة وأهميتها في روحه، وتعليمه أن الصديق الصالح وجوده مهم جدًّا في حياتنا، فالإنسان بطبعه يحتاج إلى شركاء ونظراء الروح الذين يعينونه على أمر دينه ودنياه وتستقيم معهم أخلاقه وسلوكه مصداقًا لقوله (صلى الله عليه وسلم): “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.
لهذا ينبغي للآباء عدم التقليل من أهمية هذا الجانب لأن المهارات الاجتماعية التي يكتسبها الطفل من والديه تنمي فيه عددًا لا بأس به من الصفات الحسنة، وتزيد من وعيه بذاته وتعرفه بنفسه وأقرانه بالشكل الصحيح، وتساعده على امتلاك مفاتيح الحوار الناجح والمبادرة وحسن الاختيار والإقناع، وغير ذلك من حب الآخرين والتعاطف معهم والإحساس بأوجاعهم وأحزانهم ومشاركتهم الفرح والألم، حيث يشعر الطفل بأنه جزء من المجتمع وفرد فعال وصالح.
الفكرة من كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
كثيرًا ما يتساءل الآباء عن جدوى طريقتهم في تربية أطفالهم، وما أهم الأسس التربوية في التعامل مع الأطفال؟ وكيف تكون تنمية مواهب الطفل واستثمارها وتوظيفها التوظيف الصحيح؟
يعرض هذا الكتاب مجموعة من التوصيات التربوية المهمة للآباء والأمهات والقائمين على المشاريع التربوية بصفة عامة في قالب بسيط وسلس مع عروض تصويرية ولمحات تقريبية، تنطلق من أسس واضحة وشاملة تبدأ من تأكيد أهمية البعد العقائدي في التنشئة منذ الصغر والتنبيه للممارسات المحفزة لروح الإيجابية وصولًا إلى الرعاية الفكرية والسلوكية وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
مؤلف كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
نايف بن محمد عديان القرشي: كاتب سعودي وأستاذ أصول التربية في جامعة أم القرى، وباحث في مجال بناء شخصية الطفل وتعديل السلوك، حصل على الماجستير في التربية الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل كذلك على دبلوم إرشاد أسري من جامعة الملك فيصل.
ومن أبرز مؤلفاته: “القواعد الخمس للطفل الأكثر فعالية”، و”طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء”.