الطفل وعاء الإيمان الصغير
الطفل وعاء الإيمان الصغير
يستهين الكثير من الآباء والأمهات والمربين بأهمية التربية الإيمانية للطفل منذ الصغر، والمقصود بالتربية الإيمانية هنا مفهوم الإيمان كمعتقد وسلوك تربوي ينبغي أن يغرس في هذه الأرض الخصبة مبكرًا، لكي يشتد عود الطفل ويرتكز على هذه المفاهيم وتتقوَّى بها عزيمته وتستنير بصيرته فتكون هي معياره ومحركه ومرجعيته في مقتبل عمره، وهذا لا يتحقَّق بمجرد التلقين أو التحفيظ أو التعليم العاري عن العمل أو بمجرد توجيهات نظرية عابرة.
ولنا في مدرسة النبي (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة، فلما كان الإيمان قولًا وعملًا وسلوكًا كان أول ما علَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه من الدين الإيمان، فآمنوا واستقر الإيمان في قلوبهم، ثم علمهم من تفاصيل دينهم ودنياهم وما ينفعهم وتستقيم به حياتهم، ولهذا شواهد كثيرة في سيرته (صلى الله عليه وسلم) منها قول عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): “كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا”.
فالطفل طينة لينة يسهل تشكيلها ونقشها، والتربية معركة ومسؤولية تحدياتها كثيرة أولها التحدي الإيماني الذي يواجه المربين، يبدأ من سقاية هذه الأنفس الصغيرة والعقول المتفتحة ماء الإيمان والتوحيد قولًا وعملًا وسلوكًا، ويمتد إلى كل متطلبات النفس ومعايير السلوك الإيماني غير متوقِّفة عند حدود الشكليات التعليمية والطقوس الخارجية فقط، بل ينبغي أن تتحول إلى تطبيقات يومية وممارسات فعلية تنصهر وتذوب في كل جوانب حياة الطفل حتى تتهذَّب تصرُّفاته وتستقيم أقواله وأفعاله.
الفكرة من كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
كثيرًا ما يتساءل الآباء عن جدوى طريقتهم في تربية أطفالهم، وما أهم الأسس التربوية في التعامل مع الأطفال؟ وكيف تكون تنمية مواهب الطفل واستثمارها وتوظيفها التوظيف الصحيح؟
يعرض هذا الكتاب مجموعة من التوصيات التربوية المهمة للآباء والأمهات والقائمين على المشاريع التربوية بصفة عامة في قالب بسيط وسلس مع عروض تصويرية ولمحات تقريبية، تنطلق من أسس واضحة وشاملة تبدأ من تأكيد أهمية البعد العقائدي في التنشئة منذ الصغر والتنبيه للممارسات المحفزة لروح الإيجابية وصولًا إلى الرعاية الفكرية والسلوكية وتقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
مؤلف كتاب طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء
نايف بن محمد عديان القرشي: كاتب سعودي وأستاذ أصول التربية في جامعة أم القرى، وباحث في مجال بناء شخصية الطفل وتعديل السلوك، حصل على الماجستير في التربية الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل كذلك على دبلوم إرشاد أسري من جامعة الملك فيصل.
ومن أبرز مؤلفاته: “القواعد الخمس للطفل الأكثر فعالية”، و”طفلي.. أفكار عملية في تربية الأبناء”.