التقييم والمتابعة
التقييم والمتابعة
نخطط، ثم نبدأ العمل وَفق خططنا لئلا تكون آمالًا حالمة، فهل ستسير الأمور دائمًا على ما يُرام؟ بالطبع لا، بل لا بدَّ لنا من المتابعة والمراقبة والتقييم المستمر ليُؤتي عملنا النتائج المرجوة، وللمتابعة الفعالة عدة أمور ينبغي أن تتوافر بها منها: أن تكون فورية أي نقوم بها أولًا بأول، ونعالج ما نجد من مشكلات قبل أن تتراكم، كذلك لا بدَّ أن تكون دورية نجعل لها وقتًا محددًا في مسافات زمانية متقاربة، ويجب أن تكون متابعة اقتصادية؛ أي لا تستهلك من الوقت والجهد أكثر مما تعود به من فائدة، ومن ضمن الأمور أيضًا أن تكون المتابعة إصلاحية أي تهدف إلى العلاج لا تسجيل الأخطاء فقط وتوقيع العقوبات، ولا بدَّ أن تكون مرنة تراعي ظروف الواقع المحيط.
ولا بدَّ عزيزي القارئ من إعادة تحليل وقتك بعد كل فترة، من ثلاثة إلى ستة أشهر، وأيضًا سنويًّا، وإن كانت تجربتك الأولى مع التخطيط فقد تحتاج إلى إعادة تحليل وقتك بعد أربعة أسابيع أو ستة، وربما تجري تقييمًا عامًّا أولًا قبل أن تبدأ التخطيط، عن طريق كتابة كل ما تفعله في يومك والوقت الذي يستغرقه كل نشاط، وربما تستعين في ذلك بمتتبع وقت time tracker على هاتفك.
وبعد أي تقييم عمومًا اسأل نفسك: هل هناك فرصة لاستثمار وقتي على نحو أفضل؟ وغالبًا ستكون الإجابة نعم، فلا تؤجِل ولا تُسوف، ومما يساعد على التغلب على التأجيل والتسويف أن تُقسِّم كل مهمة إلى أجزاء صغيرة، لأن ذلك أخف على النفس، ولا تنتظر المزاج الملائم، ولا تتردد، ولا تخف من الأخطاء واخلع عنك عباءة طلب الكمال، واجعل لنفسك محفزات ومكافآت.
الفكرة من كتاب إدارة الوقت
تمضي الساعات والأيام والسنوات متتابعةً ولا نتوقف لنسأل أنفسنا، ما الوقت؟ هل نضيعه أم نستثمره؟ نؤجل دائمًا العمل على أفكارنا ومشاريعنا النافعة، ونؤجل تعلم أمور جديدة بحجة أننا لا نملك الوقت، وهي حجة واهية.
في هذا الكتاب سنتعرف على كيفية إدارة الوقت، وما فائدتها، وما العقبات التي يمكن أن تواجهنا، ونناقش بعض الاستشكالات حولها، وغير ذلك سعيًا لحسن اغتنام أوقاتنا.
مؤلف كتاب إدارة الوقت
إبراهيم الفقي: كاتب ومحاضر مصري، ويعد رائدًا للتنمية البشرية في المنطقة العربية، قدَّم الكثير من المحاضرات والدورات حول العالم، وله العديد من الكتب التي تُرجمت للغات مختلفة، وُلد عام 1950 وتوفي عام 2012.
من أبرز مؤلفاته: «حياة بلا توتر»، و«قوة الذكاء الروحي»، و«المفاتيح العشرة للنجاح»، و«العمل الجماعي»، و«طريق النجاح»، و«الثقة والاعتزاز بالنفس».