نظرية الذكاءات المتعدِّدة
نظرية الذكاءات المتعدِّدة
منذ الأزل أصبحت صفة الذكاء تُميِّز صاحبها عن غيره، وتُستعمل في مدحه، وتمجيده، بدايةً من القدماء وحتى العصر الحديث، فوُجِد في أبيات شعر الإمام الشافعي أنه جعل الذكاء أولى الصفات التي يجب توافرها في طالب العلم، وأيضًا يرى علي بن عبدالعزيز الراجحي أن الذكاء مكوِّن أساسي للشعر، واعتقد بعض نقاد العرب أن الذكاء فطري، يُولد مع الشاعر.
وكان يرتبط مفهوم الذكاء عند العرب بمعانٍ كثيرة، أهمها: قوة النفس، وسرعة الفهم، وحدَّة الذاكرة، والقدرة على الاستنتاج، والخبرة، وكان من البديهي أن يُعرَّف الغباء بضعف الإدراك، وقلة الفهم، ونسيان الغاية، ويرى ابن القيم أن من أهم أدلة الغباء أن يغفل الإنسان عن دينه الصحيح، فيضعف يقينه، وينشغل بدنياه، وقد اقترب أجله.
وأصبح مفهوم الذكاء يحتلُّ الكثير من العلوم مثل علم التربية والتعليم، ومن ثم تطورت الدراسات التي اهتمت بذكاء الإنسان، وتوصَّلت إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من الذكاء، لا يستعمل الواحد إلا نوعًا واحدًا بشكل كبير، إلى أن جاء هوارد جاردنر بنظرية الذكاء المتعددة التي تهتمُّ بشكل خاص بمجال التعليم، وأصبحت المجتمعات تتصارع في تطوير أنظمتها التعليمية، واكتشاف قدرات الطلاب، وأسهم كثير من العلماء في تقديم تعريفات للذكاء محصورة على بعض الصفات والقدرات، من أهمها القدرة على التخطيط، أو التكيُّف مع البيئة، وإصدار الأحكام، وحلِّ المشكلات، ومن ثم ظهرت مفاهيم كثيرة تخصُّ الذكاء، كالذكاء الاجتماعي؛ الذي عرَّفه تايلور بأنه القدرة على التكيُّف مع المجتمع، أو القدرة على البقاء، وحل المشكلات، وجمع البيانات، وتوسع مفهوم الذكاء، وتوصَّلت نظرية هوارد إلى أن الإنسان يمتلك تسعة أنواع من الذكاء، التي توضح الطرق المختلفة للتفاعل مع العالم، وينفرد كل واحد بنوع عن الآخر.
الفكرة من كتاب نظرية الذكاء الاتصالي
مؤخَّرًا اهتمت الكثير من المؤسسات بمقاييس الذكاء وتطبيقها على الأفراد، لكن هل هذه المقاييس صالحة للتعرُّف على قدرات الإنسان المختلفة؟ وهل يمكن أن تكون النتائج ثابتة عبر السنين؟ وهل يمكن تطوُّر ذكاء الإنسان؟
وفي ضوء تلك الأسئلة، عمل الكاتب على تطوير نظرية جديدة هي: الذكاء الاتصالي؛ التي تهدف إلى كون الفرد مُساهمًا في نقل المعرفة عن طريق استثمار كل طاقته وقدراته، ووضَّح أيضًا أنواع الذكاء، ودورها في حياة الفرد والمجتمع.
مؤلف كتاب نظرية الذكاء الاتصالي
الدكتور سليمان سالم صالح: وُلد في 13 يوليو 1959 ميلاديًّا، في محافظة شمال سيناء، حصل على الدكتوراه في الإعلام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، واشتغل أستاذًا بها.
له العديد من المؤلفات منها:
مقدمة في علم الصحافة.
حرية الصحافة في مصر.
أخلاقيات الإعلام.
ثورة الاتصال وحرية الإعلام.
أزمة حرية الصحافة في النظم الرأسمالية.