التهيئة للبلوغ
التهيئة للبلوغ
من المهم تهيئة الأبناء نفسيا للبلوغ، ويبدأ التمهيد لذلك في سن تسع سنوات، وبالتدريج مع نمو الفتى أو الفتاة، فتخبر الأم ابنتها أن النضج مدعاة للفخر لا للخجل، لأنها ستكون بذلك قادرة على حمل رسالة الله (عز وجل)، وتخبرها عن تكوين جسدها كأنثى، وعن علامات البلوغ، وعن الدورة وعلاقتها بالحمل، ومن المهم أن تتقرب الأم من ابنتها وتصاحبها، وتعزز ثقتها بنفسها، وتعلمها العناية بنظافتها وجمالها، وتحدثها عن الفروقات بين الأفراد وأن لكل فتاة جمالها الخاص وتعزز شعورها بأنوثتها، وتحدثها عن الضوابط الشرعية، وارتداء الحجاب وعدم الخضوع بالقول، وتزرع فيها أنها الوحيدة القادرة على صيانة نفسها، وتقلِّل النقد وتصلح الأخطاء بالبحث وراء أسبابها، وتتقرب إلى صديقاتها، وتشاركها اهتماماتها وعالمها، وتأخذ رأيها وتشاركها، وتظهر حبها لها وتقبلها وتحتضنها، وتحذر أن تكون علاقتها بابنتها علاقة رسمية، بل عليها أن تجعلها علاقة ودودة بلا حواجز وتمزح معها وتمرحان معًا.
ويحدث الأب ابنه في كل ذلك بما يناسب كونه ذكرا، ويقربه إليه، ويصطحبه يوم الجمعة إلى المسجد وإلى مجالس الرجال، ويحمله بعض المسؤوليات، ومن المهم شغل فراغ الولد في تلك الفترة وإشراكه في ألعاب رياضية تشغله عن شهوته وتفرغ طاقته.
ويراعى تأمين الإنترنت، ووضع الكمبيوتر في غرفة المعيشة وليس في مكان له خصوصية، وتعليم المراهقين “أن ما لا تستطيع القيام به وجهًا لوجه لا تقم به على الإنترنت”، وزرع الوازع الديني ومراقبة الله، ومن المهم أن يتعلم الفتى والفتاة الأحكام الشرعية كالغسل وغيره، وينبغي للآباء كسر الحواجز مع أبنائهم المراهقين، واستغلال الفرص للحديث معهم وتوعيتهم، والحديث بموضوعية ووضوح، والسماح لهم بالحديث عن تصوراتهم، وعن المشاعر والقيم وليس عن الحقائق العلمية فقط، وعن الإطار الشرعي وعن المخاطر الصحية، والحرص أن يعلم الأبناء أنه مسموح لهم بالحديث مع الآباء في تلك الأمور والسؤال عما يؤرقهم، وأخيرًا كثرة الدعاء لهم.
الفكرة من كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
تصوَّر أنهم يريدون من الآباء أن يتحدثوا مع أبنائهم عن الجنس، إننا في آخر الزمان، صحيح لقد مات الحياء في الناس، كثيرًا ما يكون هذا رد فعل الآباء عندما يحثُّهم المختصون على تثقيف أولادهم وتربيتهم جنسيًّا، وربما هم معذورون لاختلاف زمانهم عن زمن الانفتاح اليوم، ولظنهم أن التربية الجنسية تعني تعليم الأبناء ممارسته، وهذا غير صحيح بالطبع.
إن الثقافة الجنسية هي توعية الطفل حول مفاهيم كالرجولة والأنوثة، وطبيعة الرجل والأنثى وطريقة التعامل بينهما، وضبط تصوراته عن الزواج، وإعطاؤه معلومات علمية وطبية عن جسده وتركيب ووظيفة أعضائه التناسلية، والجانب الأكبر من تلك الثقافة يهدف إلى تكوين فهم وتوجه سليم لدى الطفل عن الجنس، والجانب المعرفي المتعلق بجسده يحميه من التحرش، ومن الانحرافات والمخاطر التي يسبِّبها الجهل، ويكون تأكيد الجانب الأخلاقي والنفسي وليس الجسدي.
مؤلف كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
الدكتورة سلوى أحمد زاهر: كاتبة، مهتمة بقضايا الأمومة ومجالات تربية الأطفال.
ومن مؤلفاتها: ” العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء”.