بداية التهاوي.. لكن ببطء
بداية التهاوي.. لكن ببطء
شكَّل صدام حكومة مؤقتة بالكويت ثم أعلن بعدها الكويت المحافظة التاسعة عشرة لدولة العراق، وقد أدان ذلك الغزو كلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ثم في 16 يناير 1991م بدأ هجوم الحلفاء بعمليات قصف ضخمة لم تستطع القوات العراقية مواجهتها، وسُمِّيت تلك العملية عاصفة الصحراء وطردت القوات العراقية من الكويت.
أصبح الوضع في العراق أسوأ بكثير بعد اندلاع الثورة الأولى في البصرة وجنوب العراق، حيث معاقل الشيعة وكربلاء وغيرها وسقوط بعض المدن في أيدي المتمردين المسلحين، ثم انتشار التمرد في الشمال الكردي لينطلق الحرس الجمهوري للتصدي لهذا التمرد، وتبدأ حرب أهلية دموية بعد إعدام المئات، انتهت بإخماد صدام حسين للتمردين الكبيرين في البلاد بنجاح.
كان الشعب العراقي في حالة يرثى لها بسبب الحصار الاقتصادي والضغوط الدولية على العراق، كما قامت الولايات المتحدة بقصف مقر المخابرات في بغداد بعدما اتهمت العراق بمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويرى الكاتب أنه في تلك الفترة التي كان يعاني فيها العراقيون الجوع وانتشار الأمراض كان ثراء العائلة الحاكمة وعلى رأسها صدام يزداد بفضل تهريب النفط.
ويرى الكاتب أنه بحلول العام الستين لصدام أصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى في حياته المهنية، وظلت الأمور رغم تدهورها مستقرة إلى حدٍّ ما حتى يناير 2003م بعدما أعلن الرئيس الأمريكي بوش وجود كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في العراق، وذكرت المصادر أن الرئيس الروسي بوتين قد أرسل دبلوماسيًّا إلى صدام ليقنعه بالتنحِّي لكنه لم يعطِه إجابة مباشرة.
الفكرة من كتاب صدام حسين
من قيادة البلاد نحو المجد والازدهار بطريقة مفاجئة ومُلهمة إلى التحول لديكتاتور تسبَّبت أخطاؤه بشكل أساسي في سقوط البلاد في حفرة كبيرة لم تنهض منها حتى الآن، تُرى هل كانت تصرفاته الغريبة الحل الوحيد أمام الأوضاع السياسية حينها؟
عن الشخصية التي تُعدُّ أكثر الشخصيات المُحيِّرة إلى زمننا هذا ما بين كونه ديكتاتورًا وكونه صاحب ماضٍ لا يستحق خذلان العرب له كما حدث نتحدَّث؛ عن صدام حسين.
مؤلف كتاب صدام حسين
حيدر جاسم محمد: مؤرخ وكاتب عراقي شاب، من أهم مؤلفاته: “تاريخ إمبراطورية العثمانيين”، و”نابليون الإمبراطور”، و”فريدريك العظيم ملك بروسيا”.