ذكاء سياسي ومنصب فعَّال
ذكاء سياسي ومنصب فعَّال
في هذه الفترة كانت الحرب قائمة بين بغداد وكردستان، وحاول النائب صدام السعي إلى حل دبلوماسي في يناير / كانون الثاني 1970م، وبالفعل استطاع بالتفاوض مع الاتحاد السوفييتي ورئيس وزرائه أليسكي كوسيجين سحب الدعم السوفييتي للأكراد مقابل عدم مهاجمتهم، وكان الهدف من ذلك إعطاء مساحة للتركيز على التهديدات الكبرى الإيرانية والإسرائيلية رغم عدم نية صدام ترك المحافظات الكردية الغنية بالنفط.
في أكتوبر / تشرين الأول 1970م استطاع صدام التخلُّص من حردان الذي تم تجريده من كامل مناصبه بعد خداعه بإرساله في مهمة إلى مدريد، وبعودته تم نفيه إلى منفى في الجزائر ثم انتقل إلى الكويت التي اغتيل فيها على يد الأمن العراقي، وتبعه عماش في سبتمبر / أيلول 1971م ومات في عام 1980م في ظروف غامضة، واستمر صدام في تصفية منافسيه حتى أصبح فعليًّا الرجل الأول في العراق رغم وجود البكر.
في 9 أبريل / نيسان عام 1972م وقَّع النائب صدام حسين معاهدة ثنائية بين العراق وموسكو بعد زيارة قام بها لرئيس الوزراء السوفييتي، وكان الاتفاق يضم تعاونًا في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية بين البلدين، وقد أعطت هذه المعاهدة دفعة قوية للعراق لإنفاق نحو 1.5 مليار دولار في شراء الأسلحة السوفييتية لدعم القوة العسكرية العراقية، ومع ازدياد القوة العسكرية العراقية تم توقيع اتفاقية عراقية إيرانية لترسيم الحدود سُمِّيت باتفاق الجزائر، وقامت إيران بعدها بسحب دعمها للأكراد.
الفكرة من كتاب صدام حسين
من قيادة البلاد نحو المجد والازدهار بطريقة مفاجئة ومُلهمة إلى التحول لديكتاتور تسبَّبت أخطاؤه بشكل أساسي في سقوط البلاد في حفرة كبيرة لم تنهض منها حتى الآن، تُرى هل كانت تصرفاته الغريبة الحل الوحيد أمام الأوضاع السياسية حينها؟
عن الشخصية التي تُعدُّ أكثر الشخصيات المُحيِّرة إلى زمننا هذا ما بين كونه ديكتاتورًا وكونه صاحب ماضٍ لا يستحق خذلان العرب له كما حدث نتحدَّث؛ عن صدام حسين.
مؤلف كتاب صدام حسين
حيدر جاسم محمد: مؤرخ وكاتب عراقي شاب، من أهم مؤلفاته: “تاريخ إمبراطورية العثمانيين”، و”نابليون الإمبراطور”، و”فريدريك العظيم ملك بروسيا”.