نشأة صدام حسين
نشأة صدام حسين
في بلدة تُسمى تكريت بالعراق المعروفة تاريخيًّا بحصنها المنيع أمام الغزاة ومحل ولادة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، وُلد صدام حسين في 28 أبريل / نيسان عام 1937م وبالتحديد في قرية العوجة في أسرة فقيرة، وفي سنٍّ مُبكرة أصبح يتيمًا فتولَّى أحد أقاربه تربيته وتعليمه، ويُرجَّح أن أباه كان عاطلًا عن العمل أو يعمل في الصيد الجائر الذي اشتهر به سكان هذه القرية، وحين انتقل صدام للعيش مع زوج والدته تلقَّى معاملةً سيئةً منه إلى أن استطاع صدام في عام 1947م الهروب مع قريب له يُدعى خير الله طلفاح، وكان العراق آنذاك تحت حكم ملكي دستوري غير مستقر تابع للأسرة الهاشمية، وهي سلالة غير عراقية أتت من الحجاز وعيَّنتها القوى الأوروبية العظمى إبان الحرب العالمية الأولى على أنقاض الدولة العثمانية.
وفي عام 1955م تمكَّن صدام حسين من التخرُّج في المدرسة الابتدائية في تكريت، ثم انتقل بعدها مع خير الله وابن عمه عدنان إلى بغداد للدراسة في مدرسة الكرخ الثانوية، وكان صدام في فترة مراهقته قوي البنية طويل القامة، ثم في عام 1958م استيقظ العراقيون في صباح الرابع عشر من يوليو على خبر خروج مجموعة من الضباط أطلقوا على أنفسهم “الأحرار” واقتحامهم القصر الملكي، ثم محاولة هروب الملك فيصل الثاني ووصيِّه عبد الإله وعائلاتهم من القصر، لكن تم ذبحهم جميعًا بالنساء والأطفال، ولم ينج من هذه العائلة الملكية سوى زوجة الوصي السابق، إذ قُدر لها أن تُترَك وسط كومة الجثث دون انتباه القاتلين الذين لم يلاحظوها.
الفكرة من كتاب صدام حسين
من قيادة البلاد نحو المجد والازدهار بطريقة مفاجئة ومُلهمة إلى التحول لديكتاتور تسبَّبت أخطاؤه بشكل أساسي في سقوط البلاد في حفرة كبيرة لم تنهض منها حتى الآن، تُرى هل كانت تصرفاته الغريبة الحل الوحيد أمام الأوضاع السياسية حينها؟
عن الشخصية التي تُعدُّ أكثر الشخصيات المُحيِّرة إلى زمننا هذا ما بين كونه ديكتاتورًا وكونه صاحب ماضٍ لا يستحق خذلان العرب له كما حدث نتحدَّث؛ عن صدام حسين.
مؤلف كتاب صدام حسين
حيدر جاسم محمد: مؤرخ وكاتب عراقي شاب، من أهم مؤلفاته: “تاريخ إمبراطورية العثمانيين”، و”نابليون الإمبراطور”، و”فريدريك العظيم ملك بروسيا”.