عش في خطر!
عش في خطر!
يعرض رجل في الأربعين من عمره حكايته منذ 9 سنوات، حيث ألحَّ عليه أهله للزواج، فخطب إحدى قريباته دون مشاعر سابقة بينهما، ومن ثم تزوجا وسافرا إلى مقر عمله، ووضع كل راتبه الضخم معها، وكانت تنفقه كله بحجة أنها لم تتحمل مسؤولية من قبل، وكان يأمل أن الحياة الزوجية ستعلمها الكثير، لكن خاب أمله، وأظهرت العشرة عصبيتها الشديدة، وعدم مبالاتها بالحياة وعلاقات زوجها بالآخرين، حيث كثرت المشاجرات مع الجيران المصحوبة بصوتها العالي، والرد على كل أصدقائه بأنه غير موجود بالمنزل، وأصبح الزوج وحيدًا بلا جيران ولا أصدقاء، لا يستقبل أحدًا في بيته بسبب سوء استقبالها لهم، وازدادت العصبية سوءًا بعد عامين دون أطفال، وبدأت رحلة العلاج الطويلة المكلفة، وتوقفت بعد مصارحة الطبيب لهم بأنه لا أمل في الإنجاب لأن هرموناتها ضعيفة، وأصبحت مسؤولًا بعد ذلك عن استرضاء هذا والاعتذار لذاك، ومهمتها هي الإنفاق بتبذير دون مراعاة لغدر الزمن، وإذا حاول نصحها تزداد الأمور سوءًا.
والمصيبة هي اعتقاد الأهل بأنهما يعيشان حياة مثالية، وهذا بسبب عدم تعوُّده الشكوى منها لأهله أو لأهلها، على الرغم من تفكيره بالانفصال عنها ليرتاح ويعيش في هدوء، وعلمه بأن الانفصال يعني الموت بالنسبة لها، ولكنه يسأل الكاتب النصيحة سواء بالانفصال عنها أو تجربة شيء آخر لكي تصبح لحياتهما معًا معنى!
ويقول الكاتب إن بعض الزوجات للأسف يمتلكن اطمئنانًا غريبًا إلى أنهن مهما فعلن مع أزواجهن فلن يتعرَّضن أبدًا للطلاق أو الانفصال، وأن هذا عبارة عن وهم خاطئ، وأن الرجل يقدر على اتخاذ قرار الانفصال في أي مرحلة من العمر إذا نفد صبره واستسلم لليأس والفشل في إصلاح زوجته، بل ويكون قادرًا على اتخاذ هذا القرار بصورة أكبر حين يتقدَّم به العمر، حيث شعوره بعدم حاجة الأطفال إليه بعد الآن، ويعتقد الكاتب أن زوجة الرجل من هؤلاء المطمئنَّات، والحل قد يكمن في إخبارها باستعدادك لطلاقها في أي وقت إذا يئست من إصلاح أحوالها، وقد يثير هذا حماسها وتبذل جهدها للحفاظ على ما بين يديها.
الفكرة من كتاب أزواج وزوجات أو صراع الديكة
قالوا قديمًا: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس في الحياة متسع لتجربتها بنفسك”، فيحاول عبدالوهاب مطاوع في كتابه هذا عرض بعض التجارب الواقعية التي تتناول أهم المشاكل التي تقابل الأزواج التي أرسلوها إليه في بريده، ليفيد من يفكرون في الزواج فيجدون صورًا واقعية مختلفة للحياة الزوجية، ويتجنَّبون الطرق التي تؤدي إلى دفن سعادتهم، ويفيد من يفكرون في الطلاق، فيضعون مشاكلهم في حجمها الطبيعي، ويفيد من لا يفكر في هذا ولا ذاك، فيستفيدون من تجارب الآخرين لتحسين علاقاتهم بشريك الحياة.
مؤلف كتاب أزواج وزوجات أو صراع الديكة
عبد الوهاب مطاوع: كاتب صحفي مصري، عمل في الأهرام قبل تخرُّجه في الجامعة وبعده، حتى شغل منصب مدير التحرير فيها، ولُقِّب بلقب “صاحب القلب الرحيم”، وصدر له 52 كتابًا منها:
هتاف المعذبين.
عاشوا في خيالي.
أرجوك لا تفهمني.
وحدي مع الآخرين.
صديقي لا تأكل نفسك.