في الحقيقة هم مساكين
في الحقيقة هم مساكين
إن فهم الخصائص الطبيعية لكل مرحلة نمو تتعلق بأطفالنا تفيد جدًّا في تعاملنا معهم، بحيث لا نظلمهم حين ننتظر منهم شيئًا ليس في وسعهم، فنبدأ بالضغط عليهم أو شتمهم، والأمر فعلًا شاق عليهم، أو أنهم يحتاجون إلى وقت طويل كي يفهموه، ومن تلك الأمور هو تكوين الانتباه، فنحن في الغالب لا نستوعب كيف أن قوة الانتباه تنمو عند الأطفال بالتدريج، وذلك لأن الانتباه يتأثر بمكونات داخلية، ومكونات خارجية، فمثلًا حين يكون الطفل جالسًا أمام التلفاز وتخبره والدته أنه قد حان وقت الطعام، في الحقيقة أن الطفل قد يكون بالفعل قائمًا لتلبية نداء والدته، لكن قد يشد انتباهه شيء جديد في التلفاز فينسى نداءها، وهذه العملية عند الطفل صعبة، أن ينتقل من نشاط إلى نشاط آخر، لذا حين يفهم الوالدان ذلك جيدًا يكونان أكثر استيعابًا لطبيعة طفلهما، وأنه بالفعل لا يقصد عدم سماع كلامهما.
ولتنمية قوة الانتباه على نحو جيد وسليم، على الوالدين أن يقللا من وسائل التسلية السلبية مثل ألعاب الفيديو والتلفاز، لأن تلك الوسائل لا يبذل الأولاد أمامها جهدًا لتنظيم انتباههم الذاتي، بينما مثلًا القراءة تعتمد على النفس وتكوين الانتباه الذاتي، فالفرق بين التلفاز والقراءة أنك حين تتذكر ما شاهدته تتذكر ما كان معروضًا فحسب، أما القراءة فإنك تتذكر خيالك الخاص، كما أنها تُمكِّن الطفل من ضبط تركيزه ليبقى منتبهًا مُدة طويلة على الكتاب.
وعلى الوالدين الالتزام بتكرار الطلب بهدوء، وينتظران استجابة الطفل، من دون تخويفه أو إرعابه، لأن هذه الطريقة تجعل الطفل مُشتتًا في طبيعة حياته غير منتبه، فتخيَّل نفسك لو كنت مُكلفًا بشيء ما وأمامك أحد يصرخ فيك كل دقيقة لتنجز مهمتك، هل ستكون قادرًا على الإنجاز؟ هذا بالضبط ما نفعله مع أطفالنا، علينا إذًا أن نُشجعهم، وأن نعطي لهم وقتهم الكافي لكي يستوعبوا ما حولهم، وأن نُشاركهم في الأنشطة الجماعية والقراءة لنُعزز من مهاراتهم العقلية.
الفكرة من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
إن طاقة الغضب ليست طاقة أولية، بل هي تابعة، لها أسبابها ودوافعها الخاصَّة والمشاعر التي شعر بها الفرد فأدت إلى غضبه، وقد تكون تلك المشاعر أو الدوافع غير معلومة أو غير مُدركة، فيبدأ الإنسان في لوم نفسه وهو لا يدري سبب غضبه تحديدًا، وتظهر جدًّا “صورة الغضب” بين أولياء الأمور والأبناء، لكن سرعان ما يندم الآباء على ردِّ الفعل الذي صدر منهم.
يعدُّ كتاب “عادة الغضب في تربية الأولاد” ضمن سلسلة من الكتب التي كتبها المؤلف عن الغضب، سواء في العلاقات أو بين الأسرة، فيقدِّم لنا الطريقة التي يجب أن ننظر إليها في غضبنا على الأولاد، وذلك عن طريق تمارين تساعدنا على فهم وتغيير سلوكياتنا، لذا يُفضل أن نبدأ رحلتنا مع هذا الملخص بقلمٍ ومُفكِّرة صغيرة.
مؤلف كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
كارل سيميلروث Carl Semmelroth: عالم نفسي أمريكي الجنسية، حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ميشيغان في عام 1969م، فدرَّس نظريات في العلاج النفسي وعلم نفس النمو لفصول الدراسات العليا في جامعات مختلفة، كما عمل في المستشفيات والمصحَّات النفسية، وحصل على جائزة “Civie” عام 2004 لجهوده في نشر الوعي للتعامل مع الغضب، أيضًا عمل خبيرًا في تربية الأطفال على موقع Child.com للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات.
من أهم مؤلفاته:
The Anger Habit
Angels in Ann Arbor
The Compassion Switch
معلومات عن المُترجمة
فاطمة عصام صبري: ترجمت عددًا من الكُتب في المجالات المختلفة، ولها عدد من المقالات، ومن الكتب التي ترجمتها: “كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون”، و”قدرة التفكير السلبي” و”بناء الثقة في مجال الأعمال والسياسة والعلاقات والحياة”.