هل نُربي أم ننتقم؟!
هل نُربي أم ننتقم؟!
قد تتحوَّل مشاعر الأهل إلى الغضب حين يكون أولادهم في خطر، فيُخلط بين القلق والغضب، ويتوَّجه أحد الأبوين بكلمات قاسية، فتنقلب العناية إلى هجوم، وهذا يمثِّل خسارة كبيرة لأنه يُفقد الأب القدرة على تبليغ الخوف الواقعي، وأن يكون صادقًا في انفعاله، فيُضلل نفسه ويُضلل أبناءه، فلا بدَّ أن نسأل أنفسنا دومًا في كل موقف شعرنا فيه بخطر على أبنائنا ثم انفعالنا: هل الأمر يستحق هذا الانفعال؟ فمثلًا: حين يتفق الأب مع ابنه على أن يقابله في مكان معين وفي وقت محدد ويتأخر الابن، يبدأ الأب بالقلق والتوتر، وسرعان ما يجد ابنه يبدأ في سبِّه وشتمه وأنه عديم الإحساس.
إن دورنا الحقيقي مع أبنائنا مثل دور الطبيب المُقيم، فضرورة هؤلاء الأطباء شديدة، وذلك بسبب أهميتهم في الأزمات الطبية، فلو لم تكن أزمات طبية طارئة فلن تكون هناك حاجة إلى الأطباء، كذلك في علاقتنا مع أبنائنا، نحن الأطباء، ولا بدَّ أن نتعامل مع أزماتهم بطريقة سليمة، فبدلًا من أن نظهر خوفنا الدائم، يجب أن نؤمن بمستقبلهم، متأملين جيدًا الفرق بين قول “نعم أنت تستطيع”، و”أنت في طريق الانحطاط والانهيار”!
وكما ذكرنا سابقًا فإن هناك حاجات وهناك رغبات، فيجب ألا يكون خوفنا وقلقنا في الرغبات، فالدخول إلى المعهد المناسب أو الدرجات الكاملة ليست أمورًا تستحق أن نخسر أولادنا، وقد تكون هذه أهدافنا في الحقيقة وليست أهداف أولادنا أنفسهم.
والتمرين المطلوب هنا: عليك أن تصف خوفًا ما شعرته متعلِّقًا بطفلك، ثم اسأل نفسك: هل حاولت أن تجعل ابنك يخاف مثل خوفك؟ ثم تخيَّل ماذا لو حدثت ابنك حول الشيء الحاصل دون تخويفه؟ ويجب أن نعلم دومًا أنه لكي نحتفظ بصدق اتفاقنا مع أطفالنا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا.
الفكرة من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
إن طاقة الغضب ليست طاقة أولية، بل هي تابعة، لها أسبابها ودوافعها الخاصَّة والمشاعر التي شعر بها الفرد فأدت إلى غضبه، وقد تكون تلك المشاعر أو الدوافع غير معلومة أو غير مُدركة، فيبدأ الإنسان في لوم نفسه وهو لا يدري سبب غضبه تحديدًا، وتظهر جدًّا “صورة الغضب” بين أولياء الأمور والأبناء، لكن سرعان ما يندم الآباء على ردِّ الفعل الذي صدر منهم.
يعدُّ كتاب “عادة الغضب في تربية الأولاد” ضمن سلسلة من الكتب التي كتبها المؤلف عن الغضب، سواء في العلاقات أو بين الأسرة، فيقدِّم لنا الطريقة التي يجب أن ننظر إليها في غضبنا على الأولاد، وذلك عن طريق تمارين تساعدنا على فهم وتغيير سلوكياتنا، لذا يُفضل أن نبدأ رحلتنا مع هذا الملخص بقلمٍ ومُفكِّرة صغيرة.
مؤلف كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
كارل سيميلروث Carl Semmelroth: عالم نفسي أمريكي الجنسية، حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ميشيغان في عام 1969م، فدرَّس نظريات في العلاج النفسي وعلم نفس النمو لفصول الدراسات العليا في جامعات مختلفة، كما عمل في المستشفيات والمصحَّات النفسية، وحصل على جائزة “Civie” عام 2004 لجهوده في نشر الوعي للتعامل مع الغضب، أيضًا عمل خبيرًا في تربية الأطفال على موقع Child.com للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات.
من أهم مؤلفاته:
The Anger Habit
Angels in Ann Arbor
The Compassion Switch
معلومات عن المُترجمة
فاطمة عصام صبري: ترجمت عددًا من الكُتب في المجالات المختلفة، ولها عدد من المقالات، ومن الكتب التي ترجمتها: “كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون”، و”قدرة التفكير السلبي” و”بناء الثقة في مجال الأعمال والسياسة والعلاقات والحياة”.