دائرة الانتماء وتعزيز الذات
دائرة الانتماء وتعزيز الذات
إن من الأخطاء التي قد يمارسها الآباء مع الأبناء هو طردهم من جماعتهم الأخلاقية لمُجرد السلوك الخاطئ، وهذا بسبب الخوف الذي ينتاب الأهل بأن يكون الولد مختلفًا عنهم، ويحمل بعض السلوكيات التي لا تناسبهم، وهذا سلوك خطير جدًّا، وذلك لأن الأسرة تمثل الجماعة الأخلاقية الأولى للأولاد، وبالشعور بالانتماء إلى تلك المجموعة يبدأ الطفل ببناء قيمه وفهم طبيعة ذاته، فحين يقول الأهل “هذا ولد سيئ” فإن ذلك يؤلمه، لأنه يشعر أنه قد خرج من دائرة أسرته، وأنه غير مُرحَّب به.
بجانب ذلك قد يرفض الأهل بعض أصدقاء الطفل ولا يُرحب بهم، وهذا يجعل الطفل يميل إلى أصدقائه لأنهم يرحبون به، فإذا لم نُرحب بأصدقائه فإنه يميل إليهم وينتمي إلى مجموعتهم، لكن الترحيب بهم يُشعره أننا جميعًا ننتمي إلى مجموعة واحدة، فيشعر الطفل باحترامه لذاته وأن اختياراته يُقدَّر بها في الأسرة.
وفي سن المُراهقة، يصبح شعور الأهمية الذاتية في أوْجِه، وفي هذه المرحلة يجب أن نُميِّز بين حاجتنا ورغباتنا مع أبنائنا، حتى لا يكثر التصادم والنزاع، فالفرق بين الرغبة والحاجة هو أن الحاجات هي الأشياء الضرورية التي لا تقوم الحياة الصالحة إلا بها، أما الرغبات فهي الأشياء التي لا تؤثر في الحياة بصورة قوية، بل قد تكون رفاهيات لدى البعض، ففي غالب خلافاتنا بيننا وبين الأبناء يكون في الرغبات.
وذلك لأننا في الحقيقة نُعطي لأبنائنا النماذج المستقبلية التي سيكونون عليها، فإذا عبَّرنا عن الغضب في كل صغيرة وكبيرة هكذا ستكون طريقة تعبيرهم، لأنهم لم يجدوا إلا تلك الصورة أمامهم، حتى ولو كانت المشاعر في حقيقتها جميلة كالحرص عليهم مثلًا، ولكن لو عُبِّر عنها بالغضب لن تكون مقبولة، ولكن يفهم الأبناء أن ما وراءها الحُب.
الفكرة من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
إن طاقة الغضب ليست طاقة أولية، بل هي تابعة، لها أسبابها ودوافعها الخاصَّة والمشاعر التي شعر بها الفرد فأدت إلى غضبه، وقد تكون تلك المشاعر أو الدوافع غير معلومة أو غير مُدركة، فيبدأ الإنسان في لوم نفسه وهو لا يدري سبب غضبه تحديدًا، وتظهر جدًّا “صورة الغضب” بين أولياء الأمور والأبناء، لكن سرعان ما يندم الآباء على ردِّ الفعل الذي صدر منهم.
يعدُّ كتاب “عادة الغضب في تربية الأولاد” ضمن سلسلة من الكتب التي كتبها المؤلف عن الغضب، سواء في العلاقات أو بين الأسرة، فيقدِّم لنا الطريقة التي يجب أن ننظر إليها في غضبنا على الأولاد، وذلك عن طريق تمارين تساعدنا على فهم وتغيير سلوكياتنا، لذا يُفضل أن نبدأ رحلتنا مع هذا الملخص بقلمٍ ومُفكِّرة صغيرة.
مؤلف كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
كارل سيميلروث Carl Semmelroth: عالم نفسي أمريكي الجنسية، حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ميشيغان في عام 1969م، فدرَّس نظريات في العلاج النفسي وعلم نفس النمو لفصول الدراسات العليا في جامعات مختلفة، كما عمل في المستشفيات والمصحَّات النفسية، وحصل على جائزة “Civie” عام 2004 لجهوده في نشر الوعي للتعامل مع الغضب، أيضًا عمل خبيرًا في تربية الأطفال على موقع Child.com للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات.
من أهم مؤلفاته:
The Anger Habit
Angels in Ann Arbor
The Compassion Switch
معلومات عن المُترجمة
فاطمة عصام صبري: ترجمت عددًا من الكُتب في المجالات المختلفة، ولها عدد من المقالات، ومن الكتب التي ترجمتها: “كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون”، و”قدرة التفكير السلبي” و”بناء الثقة في مجال الأعمال والسياسة والعلاقات والحياة”.