فن تقرير القواعد
فن تقرير القواعد
إن الهدف الأول للوالدين هو حماية الأبناء وتعليمهم وضبط سلوكهم، ومن ضمن الأساليب المُستخدمة لضبط السلوك هو: وضع القواعد، وهو أسلوب تربوي جيد، وجميعنا نحتاج إليه، ولكن ما “القاعدة” وما هدفها فعلًا؟ وهذا السؤال من المهم أن نسأله لأنفسنا، لأن العديد من الأهل لا يعلمون كيف يضعون القواعد.
إنه من المُهم أن يكون هدف القاعدة هو أن نعلِّم الأبناء كيف يسيطرون على أنفسهم، لا نسيطر نحن عليهم، ولتحقيق ذلك لا بدَّ من الالتزام بأمور ثلاثة؛ الأمر الأول: يجب أن تكون هذه القاعدة واضحة، منصوصة بطريقة على ما هو متوَّقع، وليس بطريقة الأمر، فمثلًا بدلًا من مقولة “نظِّف غرفتك كل صباح” تكون “غُرفة نظيفة”، وذلك لأن الأولى بها نزعة السيطرة من قِبل الأبوين على نحو مباشر، لكن الثانية بها مساحة حُرَّة للطفل.
والأمر الثاني: هو عند مخالفة تلك القاعدة، على الوالدين تكرارها كما هي عدَّة مرات على أطفالهما، ويكون التكرار بطريقة هادئة دون اللجوء إلى الغضب، كأن يقول أحدهما: “القاعدة هي غُرفة نظيفة” فقط يُكررها، فإذا خُرقت القاعدة فيجب أن تبقى نتائج خرق القاعدة هي نفسها في كل مرة، فالخطأ الذي يقع فيه أولياء الأمور هو تغيير تلك القاعدة وتجريب الأخرى كلما خُرقت، وهذا لا يُعلِّم الأبناء ضبط سيطرتهم على أنفسهم، فالقواعد لا بدَّ أن تكون مثل قوانين الطبيعة، إذا حصل كذا سيحدث كذا، والأمر الثالث: علينا أن نؤمن بأبنائنا، وأن نكون بجوارهم، فالطفل إذا تعلَّم ركوب الدراجة مهما سقط نكون بجانبه، لذا يجب أن نتعامل معه بنفس الأسلوب، فإن خرقه للقاعدة تمامًا كسقوطه من الدراجة، ومن ثم لا بدَّ أن نكون بجوارهم.
والآن حان دورك: سجِّل في مفكرتك موقفًا بينك وبين ابنك كانت فيه قاعدة بينكما، كرر النظر في هذه القاعدة واضبطها، حاول أن تفرض ماذا سيكون سلوك ابنك، اسأل نفسك: هل أقدر على فرض القاعدة كل مرة بنفس الطريقة؟ وهل سأكون بجوار طفلي وحاضرًا معه خلال تطبيق تلك القاعدة؟
الفكرة من كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
إن طاقة الغضب ليست طاقة أولية، بل هي تابعة، لها أسبابها ودوافعها الخاصَّة والمشاعر التي شعر بها الفرد فأدت إلى غضبه، وقد تكون تلك المشاعر أو الدوافع غير معلومة أو غير مُدركة، فيبدأ الإنسان في لوم نفسه وهو لا يدري سبب غضبه تحديدًا، وتظهر جدًّا “صورة الغضب” بين أولياء الأمور والأبناء، لكن سرعان ما يندم الآباء على ردِّ الفعل الذي صدر منهم.
يعدُّ كتاب “عادة الغضب في تربية الأولاد” ضمن سلسلة من الكتب التي كتبها المؤلف عن الغضب، سواء في العلاقات أو بين الأسرة، فيقدِّم لنا الطريقة التي يجب أن ننظر إليها في غضبنا على الأولاد، وذلك عن طريق تمارين تساعدنا على فهم وتغيير سلوكياتنا، لذا يُفضل أن نبدأ رحلتنا مع هذا الملخص بقلمٍ ومُفكِّرة صغيرة.
مؤلف كتاب عادة الغضب في تربية الأولاد
كارل سيميلروث Carl Semmelroth: عالم نفسي أمريكي الجنسية، حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ميشيغان في عام 1969م، فدرَّس نظريات في العلاج النفسي وعلم نفس النمو لفصول الدراسات العليا في جامعات مختلفة، كما عمل في المستشفيات والمصحَّات النفسية، وحصل على جائزة “Civie” عام 2004 لجهوده في نشر الوعي للتعامل مع الغضب، أيضًا عمل خبيرًا في تربية الأطفال على موقع Child.com للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات.
من أهم مؤلفاته:
The Anger Habit
Angels in Ann Arbor
The Compassion Switch
معلومات عن المُترجمة
فاطمة عصام صبري: ترجمت عددًا من الكُتب في المجالات المختلفة، ولها عدد من المقالات، ومن الكتب التي ترجمتها: “كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون”، و”قدرة التفكير السلبي” و”بناء الثقة في مجال الأعمال والسياسة والعلاقات والحياة”.