وشهد شاهد من أهلها
وشهد شاهد من أهلها
لتتأكَّد من أن الحق حقٌّ ستجد من عُقر دار الظُّلم من يستدل بالحق من بينهم، مثل رجل القانون الفرنسي مارسيل بوازار حين ذكر في كتابه إنسانية الإسلام قال: “التشريع القرآني بنصه وروحه أدخل تحسينًا كبيرًا على الوضع الذي كانت فيه المرأة داخل الجزيرة العربية قبل الإسلام، رغم صعوبة القضاء دفعة واحدة على عادات موروثة كابرًا عن كابر”، ويرى أن الإسلام أدخل مفاهيم قوية وأكثر من كونها أخلاقية في رفع قدر المرأة والزواج ومعاملاتها برفق ولين وأبرز أيضًا حقوقها.
وكثير من الباحثين الغربيين الآخرين تحدثوا عن مسألة حقوق المرأة في الإسلام كتحريم وأد البنات وأمر معاملة المرأة بالعدل والنهي عن زواج المتعة وحمل الإماء على البغاء، وأنصف المرأة بحقها في الميراث وجعل القوامة للرجل ليرعاها ويحميها، وجعل لها حق الاستقلال المادي وتتصرَّف في مالها كما تريد، وكانت لا تتزوَّج إلا بإرادة وليِّها شاءت أم أبت، فجاء الإسلام أعطاها حق الرفض أو القبول مع وليها، وكان كل هذا في الجاهلية غير موجود وكذلك في المجتمع الغربي الحديث، لذا حين قارن كل المفكرين والباحثين الغربيين بين منهج القرآن والسنة وأي حضارات أخرى أو ديانات كانت المرأة المسلمة تمتلك فيها حياة سوية عادلة مليئة بالاحترام والثقافة والحقوق ولها قدر رفيع وواجبات عظيمة، وحريَّتها أوسع وأفضل، يقول المفكر الفرنسي “كوستاف لوبون”: “فضل الإسلام لم يقتصر على رفع شأن المرأة، بل نضيف إلى هذا أنه أول دين فعل ذلك، مبادئ المواريث بالغة العدل والإنصاف”.
وأيضًا فيما يخص انتقاد الحجاب هناك ارتباط وثيق بينه وبين المرأة والإسلام، فالحجاب ما هو إلا زي احتشام كامل للمرأة أُمِرت به في الإسلام، فهو يعينها على التحقُّق بدورها الإنساني والاجتماعي كما أنها بفطرتها ستنحرف بدونه فكان هو غطاءً حافظًا لها، فالحجاب في الإسلام هو حشمة شاملة للمرأة يشملها في الحياء والقول والفعل وليس نوع ملابسها فقط، فهو يساعدها لتكون شخصيتها وتمارس دينها، فكل تابع لمنهجية يُحدِّد بمنهجها وكذلك الدين الإسلامي، تقول الكاتبة الإنجليزية روز ماري هاو: “الحجاب شيء أساس في الدين الإسلامي؛ لأن الدين ممارسة عملية أيضًا، والدين الإسلامي حدد لنا كل شيء، كاللباس، والعلاقة بين الرجل والمرأة، والحجاب يحافظ على كرامة المرأة، ويحميها من نظرات الشهوات، ويحفظ كرامة المجتمع، ويكفّ الفتنة بين أفراده، لذلك فهو يحمي الجنسين من الانحراف”.
الفكرة من كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
جاء الإسلام وكرم المرأة وذكر حقوقها وواجباتها مفصَّلة، ولم يسبق ذكر ذلك بهذا الشكل المُفصَّل في أي كتاب سماوي ليُخرجها من ظُلم الاستعباد والوأد والاحتقار ورفعتها من إحاطتها بمنظور جسدي فقط لمنظور أكثر تقديرًا وإنساني عظيم مُحررًا إياها من قيود الذل والظُّلم، لكن في العقود الأخيرة ركَّزت الأفكار الغربية على تحرير المرأة من حقوقها والتحقير من شأنها في بيتها وانتقاد البيوت المسلمة، لتأخذ إطارًا من منظورهم الغربي متحرِّرًا وما هو إلا متفكِّك من القيود الشرعية الإنسانية.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور عماد الدين خليل افتراءات بعض الغربيين بشأن اضطهاد المرأة في المجتمع الإسلامي، والأثر الغربي في سلخ المرأة المسلمة عن تعليم دينها، والازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع مسألة الحريات، وكيف أن الغرب -مدعي الديمقراطية- هاجم بشدة حجاب المرأة المسلمة في الغرب، ويتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مكانة المرأة في الإسلام بوصفها كائنًا متفردًا في صفاته وامتيازاته، مدللا بشهادات غربية لمسلمين ومستشرقين.
مؤلف كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
عماد الدين خليل عمر: مؤرخ ومفكر عراقي، حصل على إجازة الآداب، من جامعة بغداد، ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي.
أبرز مؤلفاته: “التاريخ ومناهجه وفلسفته”، و”ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز التفسير الإسلامي للتاريخ”، و”في التاريخ الإسلامي: فصول في المنهج والتحليل المكتب الإسلامي”.