حكاية فيروس ج (سي) HCV
حكاية فيروس ج (سي) HCV
بدأت الحكاية في ثمانينيات القرن الماضي تقريبًا حينما كانت البلهارسيا منتشرة في مصر، وكان المرضى يصطفون أمام الوحدة الصحية حتى يأخذوا علاج البلهارسيا بنفس الحُقَن مما أدى إلى كارثة جديدة في مصر بعدها بسنوات حينما أصبحت البلد الأولى عالميًّا وعربيًّا في تفشِّي حالات فيروس سي، ومن المفترض أنه فيروس ضعيف إذا ما قورن بأخيه فيروس (ب) لأنه في حاجة إلى سنوات طويلة حتى يظهر تأثيره، وهو ينتقل عن طريق الأدوات الجراحية والصحية غير المعقمة وفلاتر أجهزة الغسيل الكلوي وأدوات طبيب الأسنان وحتى أمواس وشفرات الحلاقة.
حينما يدخل الفيروس جسد الإنسان يتجه إلى خلايا الكبد ويبقى في فترة حضانة من أسبوعين إلى ستة وعشرين أسبوعًا يستغلها الفيروس في تضاعف المادة الوراثية وزيادة العدد بشكل ضخم واقتحام خلايا كبدية أخرى، لكن المريض وخلال هذه الفترة وحتى بعدها يبقى دون أعراض لفترة كبيرة قد تصل إلى عشر سنوات، وقد ينتشر الفيروس في الدم ويؤثر في أعضاء أخرى مثل البنكرياس والكلى.
مصير مرضى فيروس سى للأسف يصل إلى حالات الالتهاب المزمن في ٨٠٪ من الحالات، ومن هنا كان التفكير في علاج حاسمٍ يُخفِّف من معاناة مرضى الالتهاب المزمن، وكان العلماء إلى وقتٍ قريب يضعون في البروتوكول العلاجي دواء الإنترفيرون ودواء الريبافيرين حتى حدثت ثورة في مجال صناعة الأدوية باعتماد دواء (السوفالدي) في 2013 وضمه إلى البروتوكول، وبالتالي تخفيف الأعراض الجانبية العديدة للإنترفيرون بتخفيف جرعاته وأحيانًا عدم الاعتماد عليه مُطلقًا.
الفكرة من كتاب الكبد
يقوم كبدك بمئات العمليات الحيوية والبيوكيميائية التي تجعله فريدًا وجديرًا بإفراد كتبٍ كاملة للتوعية بأمراضه وتوفير الثقافة الصحية لإدراك طبيعة أمراضه وأعراضها وما وصل إليه الطب في أمراض الكبد اليوم.
يتحدث الكاتب عن الكبد وأدواره الفسيولوجية الطبيعية، ثم يذكر نبذة عن كل مرض وكيف يتدهور، ويذكر بعض البروتوكولات العلاجية المستخدمة اليوم، ثم يشير إلى ما يمكننا فعله في كل حالة مرضية من الحالات المذكورة.
مؤلف كتاب الكبد
الدكتور عبد الرحمن الزيادي، أستاذ متفرغ واستشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من طب القاهرة 1964 وحصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس 1971، جاوزت أبحاثه المنشورة حتى الآن 116 بحثًا في الدوريات العالمية ومعظم تلك الأبحاث قابلة للتطبيق على المستوى المحلي.