الإعلاناتُ فقدت تأثيرَها بسببِ انتشارِها الكبير
الإعلاناتُ فقدت تأثيرَها بسببِ انتشارِها الكبير
لعلَّكَ لاحظتَ حدوثَ تغيراتٍ واسعةٍ في آلياتِ الدِعايا خلالَ الفترةِ الماضية؛ فلو عُدتَ إلى الماضي قليلًا وقمتَ بتشغيلِ التلفازِ أو بدأتَ في قراءةِ الجريدةِ اليومية؛ ستجدُ القليلَ من المنتجاتِ المعلنِ عنها.
أمَّا في وقتِنَا المعاصِر، فهناكَ عددٌ لا نِهائيٌّ من المنتجاتِ المعلَنِ عنها بطرقٍ ووسائِلَ شتى، هذا يُثقِلُ على العميلِ ويشتِّتُ تفكيرَه، مما يُصعّبُ من مَهمّةِ جذبِ انتباههِ إلى درجةٍ مستحيلة.
إنَّ انشغالَ الناسِ وضيقَ أوقاتِهِم – الذي هو سمةُ العصرِ الحديث- يمنعُهُم من التركيزِ على الكمِّ الهائلِ من الإعلاناتِ التي تحيطُ بهم.
يوضِّحُ الكاتبُ تلكَ النقطةِ بروايتِهِ قصةً طريفة. لقد ذهبَ في يومٍ ما إلى فندقٍ رائعٍ وبدأَ في سؤالِ بعضِ الأشخاصِ المنشغِلينَ بقراءةِ الصُّحُفِ اليوميةِ، عن شركَتَينِ فقط ممن وضعوا إعلاناتِهِم في الصحيفة، فلم يستطع أحدٌ أن يذكرَ اسمينِ لشركتينِ فقط، من تلك الشركاتِ المُعلِنة.
لقد تراجعَ تأثيرُ الإعلاناتِ التقليديةِ في وسائلِ الإعلام، فلو أرادتْ شركَتُكَ شراءَ وقتٍ لها في إحدى وسائلِ الإعلامِ للإعلانِ عن منتجاتها، سيشاهدُ إعلانَكَ الكثير؛ ولكنَّ القليلَ من المشاهدينِ هم من يريدونَ شراءَ منتجاتِك، وهذا القليلُ يحتوي على نسبةٍ ضئيلةٍ ممن سيُلقونَ بالاً لهذا الإعلانِ من البداية، والقليلُ من هذهِ النسبةِ الضئيلةِ ستكونُ لديهم إرادةٌ حقيقيةٌ للشراءِ منك.
تخيَّل معي أنَّكَ أطلقتَ دواءً جديدًا لتسكينِ الألمِ في السُّوقِ وأردْتَ الترويجَ له، سيكونُ عليكَ التخلُّصُ من العقباتِ التالية:
أولًا: عليك العثورُ على العملاءِ الراغبينَ في شراءِ مسكِّنِ الآلام.
ثانيًا: عليكَ البحثُ في المجموعةِ السابقةِ لتجدَ العملاءَ غيرَ الراضينَ عن الخياراتِ المتاحةِ بالسوقِ الحاليَة.
وأخيرًا: عليكَ بالبحثِ عنِ الجمهورِ الذي سيستَمِعُ إليكَ ليشتريَ منتجَك.
هذه التوجُّهاتُ التسويقيةُ -كما ترى- تُعقِّد كثيرًا من طريقةِ الوصولِ لعملائِك المحتملينَ، ومن طريقةِ التسويقِ لمنتجاتك.
الفكرة من كتاب البَقَرةُ البَنَفْسَجيّة
إذا ما مَررتَ بقطيعٍ من الأبقارِ في مزرعةٍ ما، ما الذي ستراه؟ اللونان الأبيضُ والأسودُ سيطغيان على صورةِ المشهد.
لكن ماذا لو رأيتَ بَقَرةً بَنَفسَجيّةً في المزرعة؟ ستشُدُّ انتباهَكَ بالطبع؛ لأنه لونٌ لم ترهُ من قبلٍ في أي مزرعةِ أبقار.
هذا المثالُ التخيليُّ يجبُ أن تحتذي بهِ جميعُ الشركات، فلو كانت المنتجاتُ والخدماتُ مثلَ الأبقارِ البيضاءِ والسوداء، فلن تجذبَ انتباهَ أحد.
إنَّ طرقَ التسويقِ التقليديةِ لم تعد ذاتَ جدوى، وإذا أردتَ النجاحَ فعليك بإنشاءِ “أبْقَارٍ بَنَفسَجيّة”؛ والتي تعني المنتجاتُ والخدماتُ الفريدةُ من نوعها، التي تجذبُ انتباهَ الجماهير.
مؤلف كتاب البَقَرةُ البَنَفْسَجيّة
“سيث جودين – Seth Godin ” هو رائدُ أعمالٍ حرةٍ وكاتبٌ وخبيرٌ مخضرم.
أسَّسَ عددًا من المواقعِ الإلكترونية، ولهُ العديدُ من الكتبِ ذاتِ الشهرةِ الواسعة منها؛ كتاب “التسويقُ بالإذن” وكتاب “مسمارُ العجلة”