تجنب المساءلة
تجنب المساءلة
يتجنَّب أعضاء الفريق في كثيرٍ من الأحيان مساءلة بعضهم بعضًا ويتغاضون عن ذلك مراعاةً لزملائهم وللتغاضي عن التوتُّر الناتج عن تلك المساءلات، لكن الكاتب هنا يفضِّل أن يقوم زملاء العمل بمساءلة بعضهم بعضًا عن آخر نتائجهم على الرغم من الضغط الذي سيقع على من يسألونهم؛ حيث إن هذا الضغط في تلك الحالة محمود، بل إن الخوف من إفساد العلاقات الشخصية بين الزملاء، الذي يدفعهم إلى عدم المساءلة سيكون بعد ذلك هو السبب الأساسي في تدهور العلاقات فيما بينهم؛ حيث يكتم كلٌّ منهم استياءه من الآخر لمخالفته النتائج المرجوَّة منه لأكثر من مرة، والذي سيؤدي إلى التأثير في نتائج الفريق والعمل ككل، لذا فمن الواجب على الأعضاء المساءلة وفرض ذلك الضغط على زملائهم، مع إظهار الاحترام بين كلٍّ منهم والآخر.
ولمعالجة ذلك الخلل هناك عدد من الأدوات التي تساعد القائد على تخطِّيها، فمنها الإعلان عن الأهداف والمعايير المطلوبة من الفريق حتى تتسنَّى المراجعة الدورية بين أعضاء الفريق فيما بينهم دون انتظار لتقارير مراجعة الأداء السنوية التي تؤخر المساءلات وكذلك المشاكل، كما يمكن أن يعمل القائد على منح مكافآت جماعية للفريق بدلًا من الأداء الفردي، ما يساعد على انتباه أعضاء الفريق لعمل المجموعة ككل بدلًا من أن يقوم بالتركيز على جهوده الشخصية فقط، كما يجب على القائد في الفرق القوية أن يساعد على مساءلة الأعضاء بعضهم بعضًا لا أن يكون هو المصدر الوحيد للمساءلة رغبةً منه في عدم احتدام الاجتماعات، والذي سيجعل الأعضاء يعتقدون أن مهمتهم إسعاد القائد وليس العمل على تعاون الفريق ولو اضطر الأمر إلى مساءلة القائد نفسه، مع الأخذ في الاعتبار دور القائد في ضبط تلك المساءلات بحيث يكون مسؤولًا عن انضباطها في مسارها الطبيعي.
الفكرة من كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
أشار الكاتب بأسلوب قصصي شائق إلى عوامل أثرت بشكل كبير في منظومة إحدى الشركات التي واجهتها المشاكل بعد صعودها إلى المراكز المتقدمة في التصنيف بين الشركات التكنولوجية الرائدة، وبعد تعيين المديرة الجديدة تم اكتشاف أن الأمر متعلِّق بالفريق نفسه، وأنه يعاني مشاكل تعوق تعاملهم فيما بينهم كفريق، لتحاول تنظيم وهيكلة الفريق مرة أخرى لتعيد الريادة إلى الشركة.
مؤلف كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
باتريك لينسيوني: خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل في المجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.