الخوف من الخلاف
الخوف من الخلاف
يشاع عند العديد من الأشخاص أن الخلاف هو عامل أساسي لهدم الثقة بين أعضاء الفريق، وبالتالي فالمفترض والمطلوب من كل فرد أن يصرح بمشاكله مع أي زميل آخر من خلال المدير أولًا، ومن ثم يجدان طريقة لحل تلك المشكلة، وتكون المشكلة ذات صعوبة أكبر إذا كان الخلاف بالأساس ما بين الموظف ومديره بشكل مباشر، وحينها يتم تناسي الموضوع عمدًا حتى لا تراوده على الأقل أفكار الطرد من الفريق والاستغناء عن خدمات الموظف، إلا أن العكس هو الصحيح، فوجود الخلافات خلال الاجتماعات وبين الأعضاء هي عامل أساسي لنمو العلاقات بين الأعضاء والعمل الناتج عن هذا الفريق، مع الأخذ بالعلم أن المقصود هنا هو الخلاف المثمر الصحي لا الخلاف القائم على تصارع السياسات الذي ذكرناه من قبل؛ بحيث يركِّز الخلاف على الأفكار داخل العمل ويبتعد عن أشخاص الخلاف.
ولبناء ذلك العامل يجب أولًا التوضيح من قبل القائد لأهمية وجود خلاف بنَّاء في الفريق واجتماعاته بحيث إنه إذا لم يكن هناك خلاف، فليس هناك داعٍ للاجتماع من الأساس، ومن الممكن أنه لا يكون هناك عمل نتيجة لعدم وجود الخلاف، وبعد ذلك عند احتدام الخلاف أو وقوعه يتم التذكير من قبل القائد الهدف الأساسي من ذلك الخلاف حتى لا ينحرف موضوعه عن ما بدأ حوله بالأساس، وذلك بهدف التخلُّص من التوتر المصاحب بالعادة للخلاف وإعطاء الثقة للأعضاء لمواصلة المناقشة وطرح وجهات النظر، ولذلك من الضروري للقائد أن يكون متحليًا بضبط النفس بدرجة كبيرة حتى يتم الاستفادة من ذلك النقاش بأكبر قدر ممكن.
الفكرة من كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
أشار الكاتب بأسلوب قصصي شائق إلى عوامل أثرت بشكل كبير في منظومة إحدى الشركات التي واجهتها المشاكل بعد صعودها إلى المراكز المتقدمة في التصنيف بين الشركات التكنولوجية الرائدة، وبعد تعيين المديرة الجديدة تم اكتشاف أن الأمر متعلِّق بالفريق نفسه، وأنه يعاني مشاكل تعوق تعاملهم فيما بينهم كفريق، لتحاول تنظيم وهيكلة الفريق مرة أخرى لتعيد الريادة إلى الشركة.
مؤلف كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
باتريك لينسيوني: خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل في المجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.