فراقٌ بمعروف

بعد فترة من الخلافات عندما يجد الواحد منَّا نفسه أمام شخص لا يغفر الإساءة ولاينسى الخطأ، ولا يسامح، دائم الشجار، وسلبي دائمًا، فلن تكون هناك حياة هانئة، فالحياة قائمة على الود والرحمة وبخاصةٍ وقت الخلافات، فالآخر بالطبع لا يقصد أن يهينك أو يضغطك لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، والإنسان قادر على أن يكون ما يحب وما يريد فقط عندما يبدأ بفعل ذلك، والحياة العاطفية ليست بالأماني أو النوايا، بل هي بجهاد نفسي طويل لأن تتقبَّل وتغفر وتتواضع.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وقد يحدث الانفصال لأسباب كثيرة منها: عندما لا تتوافر المودة والرحمة وعند استحالة العشرة وحدوث اعتداء جسدي ونفسي أو خيانة أو توتر في العلاقة الجنسية واتهامات دائمة بالتقصير لتقليل ثقة الطرف الثاني في نفسه، أو ممارسة العنف الاجتماعي لعزل الشريك عن الآخرين وجعله خاضعًا لك بشكل تام أو تخويفه من التعامل مع المجتمع، هذه كلها صور للعنف الذي يستدعي حلًّا وحيدًا هو “الانفصال”.

وعلى المرأة كذلك ألا تقبل أبدًا بأي صورة من صور العنف واللجوء إلى من يحمهاك سواء كان أحد الجيران أو إمام المسجد أو حتى القضاء إذا لزم الأمر، وعليها ألا تتقمَّص دور الضحية المضحية من أجل الأسرة ومن أجل الشكل الاجتماعي فهذه إشارة منها للرجل بقبول الإساءة والتمادي فيها.

لكن على الطرفين الحرص أن يكون فراقهما بمعروف دون التجريح في الآخر أو كشف أسراره أمام الناس، وأن تتذكَّر المرأة الرجل بالخير وتحسن إليه مع محاولة الاتفاق على ما يكون في مصلحة الأولاد مع تمني السعادة للطرف الثاني ودفن كل السيئات في بئر.

الطلاق ليس سهلًا لذلك يجب أن يستخيرا الله وأهل العلم ويتأكدا أن القرار عقلاني بحت وليس عاطفيًّا ويدرسا الدوافع الحقيقية والمشاعر المدفونة، والنتائج، لعلَّ النقاش يعيد بحور الود بينهما..

يقول الراحل مصطفى صادق الرافعي: “ينظر الحب دائمًا بعين واحدة، فيرى جانبًا ويعمى عن جانب، ولا ينظر بعينيه معًا إلا حين يريد أن يتبين طريقه لينصرف”، بهذا الاقتباس نبدأ في طرح الأفكار التي يتناولها الكتاب، والتي تدور حول مشكلة كبيرة تواجه معظم العلاقات العاطفية وهي الأزمات التي تؤدي إلى “الفراق” مثل أزمة عدم تقبل الاختلاف، والانصهار الزائد للطرفين ومسح حدود كل طرف، والانسلاخ من شخصيتك تحت مسمى أننا أصبحنا شخصًا واحدًا، وانتظار العطاء دون تقديم أي شيء، هذه المشاكل وأكثر يناقشها الكتاب ويحاول إيجاد حلول لها ليكون مرورها مرورًا خفيفًا كسحابة الصيف التي تخفي شمس العلاقة قليلًا ثم ما تلبث أن تعود إلى الظهور.

كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي بخمسة عشر كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.

ترجمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.

من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.