ثلاثي الارتجال.. الخوف واللغة والضحك
ثلاثي الارتجال.. الخوف واللغة والضحك
ينشأ الخوف عند المُرتجِل نتيجةً للتغيير الذي يُحدثه الارتجال مما يُربك الشخص ويؤثر في تواصله مع الآخرين، ولأن الخوف شيء طبيعي الحدوث لا يمكن منعه، فالحل هو السيطرة عليه من خلال ثلاثة عناصر: أولها الإقرار بالخوف وتقبُّل حدوثه واستكشاف ماهيته، إذ إنك لو لم تشعر بالخوف فهذا يعني أن ما تقوم به ليس أمرًا عظيمًا، وثانيها معالجته بالتدريب من خلال وضع نفسك في جو مصطنع ومماثل لما تكون عليه أثناء الارتجال، وثالثها استخدام منهج محدد وخطة واضحة للارتجال تُعرِّف بها المشاركين قبل الشروع في الارتجال بحيث يكون ذلك بمثابة المنهج الذي سوف تجري وفقه الأمور دفعًا للخوف أو الارتباك، فمن الجيد أن تميز بين الخوف النافع والخوف الضار، فالخوف من الفشل كما أنه قد يدفعك إلى الإنجاز والأداء الجيد فقد يُحبطك كذلك، بل إننا نخاف حتى من النجاح كما نخاف من الفشل لأن النجاح لمرة واحدة ولو من الصدفة لا من الكفاءة يجعل غيرنا ينتظر نجاحنا دومًا ويجعلنا تحت ملاحظتهم أكثر.
وبالحديث عن اللغة فيما يخصُّ الارتجال فلا يصحُّ أن تقتصر على اللغة المنطوقة أو المكتوبة فحسب، بل تشمل لغة الجسد وتعبيرات الوجه كذلك، ولا عجب في أن لغة الجسد تؤثر في الارتجال أكثر مما تؤثر اللغة المنطوقة، وهذا لا يمنع أن تكون لغتنا المنطوقة على أعلى مستوى من خلال تجنُّب التورية لكونها مؤدية إلى الاختلاف والشقاق وليس الارتجال موضعها، ومن خلال مراقبة المصطلحات والكلمات المُستخدمة وفقًا لكل بيئة ولكل ثقافة، وأما الضحك فإنه مُلازم للإنسان لا ينفك عنه حتى في الارتجال عكس ما يعتقد البعض، وثمة أمور يجب مراعاتها في الضحك: ألا يصبح هدفًا في ذاته بل يكون وسيلة، وألا يكون الضحك عن طريق السخرية من الآخرين بأي شكل ولكن يمكنك السخرية من تصرفاتك الشخصية في مواقف مختلفة لتوضيح الخطأ أو نقل تجربة يُستفاد منها، وكل ذلك يساعد على التسهيل من عملية التواصل وتخفيف مشقة العمل أو الأهداف المرجو إنجازها.
الفكرة من كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
لا تخلو الحياة من الحاجة إلى الارتجال سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، فكل ما نريد إيصاله إلى الآخرين يتم بالارتجال وكل نقاش أو اجتماع أو عرض لمشكلة يتم بالارتجال أيضًا، لذلك لا مفرَّ من الاهتمام بشأن الارتجال وتعلُّمه وتطويره حتى يكون التواصل فعَّالًا وإيجابيًّا ومثمرًا ويحقِّق الأهداف، ويستعرض الكتاب مفهوم الارتجال وأهميته وأسسه ومبادئه وأساليبه وغير ذلك من قضاياه.
مؤلف كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
روبرت لوي Robert Lowe رائد ومدرب أمريكي متقاعد في فن الارتجال، ومؤسس “Improvisation Incorporated” وكان من أكبر المدربين فيها، كما عمل أستاذًا جامعيًّا ومستشارًا في مجال الإدارة، ولعب عدة أدوار وشغل مناصب مختلفة.
ومن مؤلفاته: “Consumer Law and Practice” ،”Public Schools in Hard Times : The Great Depression and Recent Years”.
معلومات عن المترجم
عبد الإله الملّاح باحث ومترجم سوري، وُلد عام 1940م بحلب لأسرة عريقة، التحق بالجامعة الأمريكية بحلب ودرس فيها الإنجليزية ثم عمل صحفيًّا، منحته مدينة بوسطن الأمريكية مواطنة شرفية ومفتاح المدينة الفضي تكريمًا له وُعدَّ سفيرًا للنوايا الحسنة.
من ترجماته: تاريخ هيرودوت، محاضرات نوبل، والبعد الرابع للحرب.