عقبات نجاح المشروعات وكيف تتغلَّب عليها
عقبات نجاح المشروعات وكيف تتغلَّب عليها
أولى هذه العقبات: انشغالك بما يستنزف وقتك في العمل، ولو أنك سعيت لتحقيق أكبر إنتاجية خلال ساعات العمل لاستطعت السيطرة على العقبة الأولى، وعليك أن تستغلَّ أوقات التنقُّل من وإلى مقر عملك بالاستماع إلى دروس تعليمية مثلًا، ولا تستجب لكل مكالمات ورسائل البريد الإلكتروني التي تصلك أثناء العمل، ولا تلجأ لعقد اجتماعات العمل إلا عند الضرورة القصوى، فبحسب المؤلف “إذا أردت أن تضيع كثيرًا من الوقت فاعقد الكثير من الاجتماعات!”؛ لذلك اجعل حتى الاجتماعات الضرورية محدَّدة بوقت وقاصرة على من يهمه الأمر مع تدوين مخرجات الاجتماع.
والعقبة الأخرى التي تواجهك يقوم بها أولئك الموظفون الذين يقتلون وقت العمل قتلًا دون عمل أي شيء! في الغالب يكون ذلك لتفرُّغهم من أداء المهام؛ أعطِهم مهام أخرى مفيدة تشغلهم بها، فالموظف الجيد لا يحب قضاء وقته بلا عمل، أو استغنَ عنهم في الوقت الذي يتطلَّب تقليل الموظفين، أما العقبة الثالثة التي نتحدث عنها فهي إهمال الموظفين وصاحب المشروع نفسه؛ كمالك للمشروع يلزمك أن تتبع خطوات الموظفين وتأديتهم للمهام من خلال استلام تقارير العمل في أوقاتها وبتعيين شخص مسؤول عن سجلات وقواعد بيانات العمَّال والمورِّدين والمستهلكين وغير ذلك، كما يجب أن تحدِّد أولوياتك وتقدمها على غيرها، وتتمثَّل الأولويات في أربعة أمور أساسية: احتياجات الموظفين، واحتياجات المستهلكين، والحاجة إلى تدفق مالي مستمر لرأس المال، ومراعاة الشؤون القانونية والأخلاقية والمالية، فإن مراعاة كل ذلك يقي مشروعك من الانهيار والدمار، أما ما يتعلَّق بإهمال الموظفين أنفسهم فيجب عليك تفادي أكبر كم منها ووضع خطة استراتيجية لتصحيح ما يقع من هفوات وأخطاء وتجنُّب الآثار السلبية لذلك.
ثمة أمران شخصيان في مسألة العقبات: الأول هو الإدمان، وليس إدمان العمل أو التكنولوجيا أقل خطرًا من إدمان الكحوليات، فكلاهما ينبغي الخلاص منه، فإدمان العمل في حقيقته هروب من واقع الحياة الشخصية ومسؤولياتها وخوف من تفويض الأعمال للآخرين، والنتيجة تدمير لعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، والثاني هو الخوف، وهو طبيعي، ويجب تقبُّل كون البشر يشتركون فيه جميعًا وأنه ليس إلا عاطفة ينبغي السيطرة عليها.
الفكرة من كتاب إدارة الأعمال بالفطرة
كان عام 1993م مختلفًا عما اعتاده ستيف جوتري وأسرته من رفاهية رفيعة المستوى، ذلك الرجل صاحب وكالة الإعلانات والدعاية المصوَّرة بمنيسوتا والذي وجَّه ثروته ناحية الرفاهية والكماليات دون اعتبار لأولويات الحياة والظروف الطارئة أو أن يؤمِّن نجاحه على المدى البعيد فشغلته مؤشرات النجاح عن العوامل؛ لذلك قدم جوتري هذا الكتاب دليلًا مرشدًا لإنشاء المشروعات من الصفر منبهًا على عوامل نجاح المشروعات وتطوُّرها وكاشفًا عن أسرار التغلُّب على العقبات التي تواجه تلك المشروعات، فجاء الكتاب خُلاصةً لجهد جهيد تعلَّمه جوتري في مجال الأعمال على مدار عقود.
مؤلف كتاب إدارة الأعمال بالفطرة
ستيف جوتري Steve Gottry: رجل أعمال أمريكي، ومالك إحدى شركات إنتاج الأفلام والمقاطع المرئية والكتب في مجال التسويق والدعاية والإعلان، حاز عدة جوائز وشارك في تأليف كتاب “The On-Time, On-Target Manager”.