تسبَّبَت طريقةُ المعيشةِ وطرقُ السفرِ عبرَ الدولِ في انقراضِ كثيرٍ من الحيوانات
تسبَّبَت طريقةُ المعيشةِ وطرقُ السفرِ عبرَ الدولِ في انقراضِ كثيرٍ من الحيوانات
الانقراضُ بطيءٌ ونادرُ الحدوث؛ ولكن هناكَ عددٌ من الانقراضاتِ الهائلةِ التي حدثت كنتيجةٍ لتغيراتٍ بيئيةٍ، قضت على العديدِ من أنواعِ الحيواناتِ في وقتٍ قصير؛ فمتوسِّطُ زمنِ انقراضِ نوعٍ واحدٍ من الثدييات هو سَبعُمائةِ عام، ولكنَّ هذه المُعدلاتُ تقفِزُ عاليًا في فترةِ الانقراضِ الجماعي.
في عصرنا الحالي، تُمثِّلُ البرمائيات أكبرَ “طائفةٍ” مهدَّدَةٍ بالانقراضِ في المملكةِ الحيوانية، لأنها تتناقصُ أسرعَ من المعدَّلِ الطبيعيّ بخمسٍ وأربعينَ ألفَ مرة.
خلالَ السنواتِ المائةِ الماضية، أحرَقَ البشرُ كَمياتٍ هائلةً من الوَقود، مغيِّرينَ بذلك ظروفَ بيئةِ الحيواناتِ أيضًا، وأكثرُ من ذلك، يَستَخدِمُ الإنسانُ حاليًا أكثرَ من نصفِ اليابسةِ غيرِ المتجمدة لبناءِ المدن، أو يحولُها إلى مزارع؛ أي يحرِمُ الحيواناتِ والنباتاتِ من بيئتِها المعتادة.
هكذا يتسبَّبُ الإنسانُ في انقراضِ الحيوانِ بشكلٍ مباشرٍ، عن طريقِ تدميرِ بيئته الخاصةِ؛ بتغييرِ المناخ ِوالاحتباس ِالحراري ونُدرة ِالمياة.
كما يؤثِّرُ الإنسانُ أيضًا على بقاءِ الحيوانِ بشكلٍ غيرِ مباشر، فقد تسبَّبَ في الانقراضاتِ الجماعيةِ لبعضِ الأنواع؛ عن طريقِ شبكاتِ المواصلاتِ الحديثة؛ كالسُّفنِ والطائراتِ والقطاراتِ التي تربِط القارات، على سبيلِ المثال، ضفادعُ بَنَمَا الذهبيةِ تعاني الآنَ، بسببِ الفِطرياتِ التي أتت من أوروبا إلى بيئتها الأصليةِ، بسببِ شبكاتِ المواصلاتِ الحديثة.
الفكرة من كتاب الانقراضُ السادس
شهِد عالمُنا خمسَ حوادثَ انقراضٍ كارثية، أطلق عليها العلماءُ اسم “الخمسُ الكِبار”.
اختفاءُ الديناصورات؛ الذي وقعَ منذ أربعةٍ وستينَ مليونَ عامٍ – على سبيلِ المثال – يُعتبرُ حدثَ انقراضٍ واحدٍ من تلك الحوادث.
العلماءُ يعتقدونَ أننا بصددِ مقابلةِ انقراضٍ سادسٍ عظيم، ولكنَّ تلك المرَّةِ لن يكونَ مثلَ أيِّ انقراضٍ سابقٍ تسببت به كوارثٌ طبيعية؛ مثلُ النيازك والبراكين والزلازل.
يُرجِّحُ العلماءُ أن الإنسانَ هو من سيتسبّبُ فى هذا الانقراضِ المعروفِ بـ”انقراض الهولوسين”، وخُطى ذلك الانقراضِ تُسرِع بسببِ الثورةِ الصناعيةِ والتصحرِ وتغيرِ المُناخ، الأمورُ التي بدَّلت بيئةَ الحيواناتِ وزادت حَمْضيّةَ المحيطات؛ فتراجعت نسبُ التنوع ِالبَيُولوجيِّ إلى معدلاتٍ غيرِ مسبوقة.
ولكن ما زالَ هناك أمل، فنحنُ يمكنُنا قلبُ الطاولةِ وإعادةُ التوازنِ البيئي، بعدَ أن نتعرَّفَ على دورِ البشرِ الرئيسيِّ في إحداثِ الخللِ أولًا.
مؤلف كتاب الانقراضُ السادس
“إيلازبيث كولبيرت”: صحفيةٌ وكاتبةٌ أمريكية، لها العديدُ من المؤلَّفات؛ منها كتابُ “ملاحظاتٌ مَيدَانيةٌ من قلبِ الكارثة”، والذي تناولَ تأثيرَ تغيرِ المُناخ، وكتابُ “الانقراضُ السادس”، الذي حَصَلَ على جائزةِ “بوليتزر” عامَ ألفين وخمسةَ عشر، عن الأعمالِ غيرِ الروائيَّةِ العامة.