تعليم الطفل التفكير
تعليم الطفل التفكير
يُعرِّف الكاتب نورمان دوديج التفكير بأنه: “مفهوم معقَّد يتألَّف من ثلاثة عناصر تتمثَّل في العمليات المعرفية المعقَّدة، وعلى رأسها حل المشكلات والأقل تعقيدًا كالفهم والتطبيق، بالإضافة إلى معرفة خاصة بمحتوى المادة أو الموضوع مع توافر الاستعدادات والعوامل الشخصية المختلفة”، فعملية التفكير تعبِّر عن حضارة وثقافة كل أمة وبالتالي كل إنسان، لذا كان على عاتق العملية التعليمية تحفيز عقل الطفل ليُفكِّر وتعليمه التفكير السليم وحل مشكلات الحياة بافتراضات عقلية، فدماغ الطفل عالم واسع فيه ربط لكم المعلومات الداخلة فيه الذي يتعلَّمها ليكوِّن فكرًا خاصًّا به ورأيًا يُطبِّقه في الحياة، فكلَّما توسعت معلوماته اتسعت مداركه وفكره وظهر ذلك في شخصيته، وكلما كان الطفل أصغر حين يبدأ عملية تعليمه كان أفضل لأن عقل الطفل كالحقيبة الفارغة تلتهم كل معلومة جديدة تدخلها وتصل بينهما فيكون أذكى فيسهل عليه كسب معلومات جديدة، وكما قال روبرت فيشر عن تعليم الطفل مهارة التفكير: “إن الهدف من تعليم الطفل مهارات التفكير توجيهه إلى إحداث روابط بين المفاهيم لإدراك العلاقات فيما بينها وتكوين بنية الفهم والإدراك، فتُعزِّز لديه مهارة في تقسيم خبرات المستقبل وتصنيفها”.
ولأن الطفل بطبعه مُحبٌّ للبحث والاستكشاف كان بطبيعة الحال يتطلَّع إلى التصنيف والتمييز بين الأشياء ثم يختار بنفسه بناءً على فكره، وهذه العملية كلها تعتمد على بناء عملية التفكير عنده داخل الأسرة وكذلك داخل الصف الواحد، وقد ذكر العلماء مسبقًا أن لكل عقل مدخله الذي يستقبل به المعلومات ويطوِّرها ويطبقها كذلك وكل دماغ فرد له تأثير خاص به لاستقبال المعلومات وكان أول الأشياء التي تعزز التفكير عند الطفل هو وجوده في بيئه آمنة ولديه ما يكفي من العاطفة والدعم، فهي تساعده أيضًا على تعزيز الجهاز المناعي والذكاء العاطفي والاجتماعي لديه، فتأثير العاطفة في التفكير سلاح ذو حدين، فهي قد تشوِّش تفكير المرء في اتخاذ بعض قراراته، وأيضًا هي داعم أساسي تحفِّزه وتعزِّزه في اتخاذ قرار سليم دون خوف وتعزِّز التفكير الإبداعي عنده.
الفكرة من كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
علوم التربية الحديثة أدخلت تغييرًا كبيرًا وجذريًّا على التعليم المدرسي كما تنوَّعت أساليب وأنشطة التعليم، ما أضاف إلى المعلم والمُتعلِّم سعة فكر يتحرَّك فيها الطفل للتعلم والاستكشاف، فالتعليم عملية استكشافية تحتاج إلى دليل يعمل على توازن عدة جهات عند الطفل من سلوك وفكر وأداء وتفاعل، وفي هذا الكتاب يطرح عدة نقاط مهمة لتعزيز التفكير في التعليم المدرسي وعوائق العملية التعليمية.
مؤلف كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
ربى ناصر المصري الشعراني: كاتبة من مواليد طرابلس، 1970، نالت بكالوريوس الصحافة والإعلام من جامعة الجنان وإجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، حصلت على شهادة الماستر وشهادة الدكتوراه في التربية ثم على رتبة أستاذ، ولها عدة مؤلفات منها: “نفوذ الإعلام في العالم العربي”، و”الاقتصاد التربوي”، و”دراسة منهجية في اقتصاديات التعليم”، و”أوراق تربوية معاصرة”، و”الإبداع في التربية المدرسية”.