تعزيز التفكير
تعزيز التفكير
لكل عملية عدة أهداف محدَّدة يستهدفها القائم بالعملية، وكذلك العملية التعليمية المتمثلة في مشروع له أهداف للطالب، ولأن التعليم بالعالم العربي حدث له خلل منذ دخول العولمة الحديثة مجتمعاته فقد أصبح مشتتًا وغير مواكب لأسواق العمل والحداثة التي بالخارج فيخرج منه الطالب ضعيفًا علميًّا وعمليًّا، لذا وجب وضع دعامات وتحصينات للعملية التعليمية بالعالم العربي وتطوير الطالب العربي، ومن أهداف التعليم التطوير الفكري والعلمي والعملي، وكذلك الثقافي، واكتساب سلوك قويم، كل ذلك مميَّز بنظرة إبداعية، لذا وجب دعم وتعزيز التفكير لدى الطلاب عن طريق المناهج التعليمية وطريق التربية بالمدرسة والبيت لأن الأسرة هي الداعم الأول والأساسي للطفل كما يقول جوزيف بيرجر في كتابه “The Young Scientists”: “فلنعلم أن أغلب الشباب الذين فازوا بجوائز Westinghouse كان لهم أبوان يعنيان بما يقوم به أولادهما حتى لو لم يفهماهم تمامًا، فاهتمام الوالدين ولو كان بسيطًا يخفِّف من شعور اليافعين بالعزلة عندما يعملون ويجعلهم يدركون أن عملهم يهمُّ الأشخاص الأعزاء لديهم، وفي هذا تعزيز للذات والثقة بها والوفاق معها وقبول الآخر والانفتاح عليه وصولًا إلى الانفتاح على الدنيا، فالطمأنينة هي وليدة العلاقات الأسرية في الدرجة الأولى لتأتي المدرسة لاحقًا لتعزيزها وترسيخها”، لذا كانت الأسرة عاملًا فارقًا ومهمًّا في حياة الطفل في تكامل كفاءة تعليمه.
وهناك بعض الإرشادات التربوية لتعزيز التفكير من الأسرة منها: مناقشة الأعمال المدرسية مع الطفل كل يوم، وتعزيز الطفل من خلال مساعدته على عرض إنجازاته والتباهي به أمام الآخرين ومكافأته، وإنشاء محادثة مع الطفل وإغلاق وسائل الإعلام يوميًّا لساعات لمساعدته على إنهاء واجباته ومناقشة أسئلته، واستشارة الطفل في بعض الأعمال بالمنزل، وإشراك الطفل في أعمال تطوعية ونوادٍ، وإظهار الحب والتقدير والاهتمام للطفل، وإعطاؤه الحرية للتخطيط لإنجاز مهامه، كما يقول فجوتسكي: “إن ما يفعله الطفل بالتعاون مع الآخرين سيفعله بمفرده”.
الفكرة من كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
علوم التربية الحديثة أدخلت تغييرًا كبيرًا وجذريًّا على التعليم المدرسي كما تنوَّعت أساليب وأنشطة التعليم، ما أضاف إلى المعلم والمُتعلِّم سعة فكر يتحرَّك فيها الطفل للتعلم والاستكشاف، فالتعليم عملية استكشافية تحتاج إلى دليل يعمل على توازن عدة جهات عند الطفل من سلوك وفكر وأداء وتفاعل، وفي هذا الكتاب يطرح عدة نقاط مهمة لتعزيز التفكير في التعليم المدرسي وعوائق العملية التعليمية.
مؤلف كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
ربى ناصر المصري الشعراني: كاتبة من مواليد طرابلس، 1970، نالت بكالوريوس الصحافة والإعلام من جامعة الجنان وإجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، حصلت على شهادة الماستر وشهادة الدكتوراه في التربية ثم على رتبة أستاذ، ولها عدة مؤلفات منها: “نفوذ الإعلام في العالم العربي”، و”الاقتصاد التربوي”، و”دراسة منهجية في اقتصاديات التعليم”، و”أوراق تربوية معاصرة”، و”الإبداع في التربية المدرسية”.