عوائق العملية التعليمية في ظل العولمة
عوائق العملية التعليمية في ظل العولمة
منذ بدء عصر العولمة الحديثة التي اجتاحت البلاد وبخاصةٍ العربية كان هدف العولمة الأول هو السيطرة على السوق الاقتصادي، ثم أصبح نظامًا تسير عليه كل فروع المجتمع ثقافيًّا وتعليميًّا واقتصاديًّا، وهكذا أصبح نظام ضغط على المجتمع العربي، فمواكبة هذا العصر الحديث والتطور الهائل أصبحت أكثر عقوقًا لباقي المجتمعات العربية فزاد عدد الأميين، كما أن الطالب العربي يقضي عدة سنوات في تعلم العلوم المختلفة بتقنيات ضعيفة ونظام تعليمي هش لا يكسبه خبرة ولا تعلمًا فعليًّا حقيقيًّا فيتخرَّج ليس بهدف التصنيع والتطوير، بل يصبح كائنًا آخر مستهلكًا فقط غير مكتسب أي مهارة إبداع.
ومن عوائق العولمة أيضًا غياب الفلسفة التربوية عن التعليم وتطوير الأسلوب التربوي والمهاري للإبداع والتفكُّر والتطبيق مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فيغيب عنهم إكسابهم تقنيات التطبيقات الحياتية من خلال العلوم أو مساعدتهم على مواكبة سوق العمل ومتطلَّباته، وعائق آخر مهم هو السيطرة في التدريس وإلقاء الأوامر للطلاب دون توجيههم بفهم واهتمام ومشاركتهم الآراء ليخرجوا أكفاء ذوي رأي عقلاني وفكر مُنفرد.
وقد وضح ذلك الكاتبان ستيف وبارتون في كتابهما “مقدمة دراسات التعليم” عن النظام التعليمي: “نتعلم كيف نتصرف وكيف نذعن ونتقبَّل مكانتنا في نظام الأشياء أيًّا كان شكله: الزي الموحَّد واستخدام الوقت والجلوس في صفوف داخل الفصل والتدريب على الضجر والسأم، كما يتمثَّل في غالبية اليوم الدراسي الذي يُقضى في التلقي السلبي للتدريس أو الأداء النشط للمهام التي ليس لها معنى واضح، فالمدرسة تمثِّل إعدادًا سليمًا للحياة العملية، إذ إنها تدريب على الخضوع والعمل في بيئات مقيَّدة ثقافيًّا وقائمة على الإقصاء الثقافي”، لذا فالتحديات أمام الطالب العربي من كل الجهات، فهو يخرج إلى سوق العمل بلا هدف ولا تعليم محترف أو ثقافة راقية، لذا فهو عُرضة للبطالة أكثر مما سبق مع سيطرة العولمة الحديثة على المجتمعات.
الفكرة من كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
علوم التربية الحديثة أدخلت تغييرًا كبيرًا وجذريًّا على التعليم المدرسي كما تنوَّعت أساليب وأنشطة التعليم، ما أضاف إلى المعلم والمُتعلِّم سعة فكر يتحرَّك فيها الطفل للتعلم والاستكشاف، فالتعليم عملية استكشافية تحتاج إلى دليل يعمل على توازن عدة جهات عند الطفل من سلوك وفكر وأداء وتفاعل، وفي هذا الكتاب يطرح عدة نقاط مهمة لتعزيز التفكير في التعليم المدرسي وعوائق العملية التعليمية.
مؤلف كتاب تعزيز التفكير في التعلم المدرسي
ربى ناصر المصري الشعراني: كاتبة من مواليد طرابلس، 1970، نالت بكالوريوس الصحافة والإعلام من جامعة الجنان وإجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، حصلت على شهادة الماستر وشهادة الدكتوراه في التربية ثم على رتبة أستاذ، ولها عدة مؤلفات منها: “نفوذ الإعلام في العالم العربي”، و”الاقتصاد التربوي”، و”دراسة منهجية في اقتصاديات التعليم”، و”أوراق تربوية معاصرة”، و”الإبداع في التربية المدرسية”.