أجيال السوشيال ميديا: طفولة مهددة ومراهقة مشوَّشة
أجيال السوشيال ميديا: طفولة مهددة ومراهقة مشوَّشة
لا يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على الكبار فحسب، بل يتعرض لذلك الأطفال والمراهقون أيضًا، ونظرًا إلى امتلاك الأطفال وقتًا كبيرًا من الفراغ، فإن انتشار الجوال بينهم أسهم في أن يحل محل كل نشاط آخر يمكن القيام به وقت فراغهم، بل أدى بهم إلى التكاسل والعزلة وسبَّب لهم اضطرابات في النوم، ويرجع إدمانهم للجوال والإنترنت إلى رغبتهم في الشعور بالاستقلال فضلًا عن تقليد الكبار، ومع ذلك لا يمكن منعهم منعًا تامًّا من استخدامه، ودور المربي توجيههم وإرشادهم إلى الحسن من الأمور مع مراعاة احترام خصوصياتهم دون تطفل أو تجسس منفِّر لهم. ويكون وجود أطفالك في عالم الإنترنت مشروطًا بوجودك معهم وإشعارهم بأنك الملاذ الآمن لهم، ويمكن أن تطبق فكرة وضع الجهاز المخصص في مكان مكشوف أو تحديد الأماكن التي يُسمح فيها باستخدام الأجهزة بحيث تكون الأسرة حاضرة ذلك الوقت، هذا بالإضافة إلى تأكيد المربي لمسألة عدم صحة كل المعلومات الموجودة على الإنترنت، وأنه يجب على الطفل أن يتعامل معها بشيء من المنطق والتفكير الواعي، ومن وسائل ضبط استخدام الأطفال للإنترنت: عدم إخبارهم بكلمات السر لئلا يدخلوا من تلقاء أنفسهم، وتحديد وقت لا يُسمح بتجاوزه وتوعيتهم بالخصوصية وإعداداتها والتزام الأدب داخل العالم الافتراضي.
أما المراهقون فإن استخدامهم للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر من الأطفال، فمنهم من يكذب بشأن عمره ليتمكَّن من دخول المواقع المحظورة، ومنهم من يتعرَّض لحملة تنمر تهز ثقته بنفسه، ومنهم من يُحاط بأشخاص يرهبونه نفسيًّا ويخيفونه، علاوة على أن رؤيتهم لصور وفيديوهات وأنشطة الآخرين المُنتجة باحترافية تزعزع تقديرهم لذاتهم وتُشعرهم بأن حياة الآخرين أفضل منهم وأنهم أكثر سعادة، وذلك لأنهم لا يدركون أن أولئك الناس لا ينشرون على منصات التواصل الاجتماعي إلا اللحظات السعيدة -اليسيرة جدًّا- من حياتهم، فلا أحد يحب أن ينشر بؤسه وتعاسته، بل يخفي جوانب أخرى لا يعرفها إلا من عاشها، وحل كل تلك المشكلات مع المراهقين يكون بأهم شيء على الإطلاق: الحوار!
الفكرة من كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي فما تركت بيتًا إلا ودخلته بأي صورة كانت، وكما هي الحال مع أي ظاهرة اجتماعية وكل جديد ينقسم حوله الناس بين مؤيد ومعارض، فإن منصات التواصل كذلك قوبِلت بنوع من هذا الانقسام حولها.
يستعرض هذا الكتاب في إيجاز تاريخ التواصل الاجتماعي الافتراضي منذ ظهوره حتى الآن، ويناقش قضايا مهمة تتعلق باستخدام مواقع التواصل والإنترنت عمومًا.
مؤلف كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
حسان شمسي باشا: كاتب ومؤلف سوري واستشاري أمراض القلب، ولد عام 1951م، ومن مؤلفاته: “وصايا طبيب”، و”عندما يحلو المساء”.
ماجد حسان شمسي باشا: اختصاصي أول في الأمراض الداخلية/الباطنة، ومُقرئ ومُجيز بالقراءات الأربع عشرة.