منصات الخير!
منصات الخير!
لا شك في أن وسائل التواصل الاجتماعي أزالت كل الحواجز والقيود الجغرافية والمكانية بين البشر فيما يتعلق بتواصلهم وتفاعلهم فيما بينهم، وأتاحت للجميع تبادل الأفكار وعرض الآراء بخلاف الصحافة والتلفاز إذ يكون الفرد مُستقبلًا فقط، وإلى جانب ذلك كونها مفتوحة ومتاحة للجميع وسهلة الوصول ولا تحتاج إلى رسوم اشتراك، وكل ذلك يعد من إيجابياتها، ومن فوائدها أن سهَّلت من عرض المواهب ومكَّنت من التعرُّف على الأحداث في العالم لحظة بلحظة واحتكاك الشعوب بعضها ببعض ونشر الثقافات المختلفة، ومن محامد منصات التواصل الاجتماعي أنها أسهمت في إثراء المعارف والعلوم نظرًا إلى إسهامات الباحثين وطلاب العلوم في نشر ما يفيد وذللَّت من صعوبات التواصل بين المتخصصين والمهتمين بالمجال الواحد، وبالتأكيد كانت طفرة في الترفيه والمتعة والإعلام وأسهمت في نشر الوعي بالتطوع والأعمال الإنسانية.
وفيما يخص الاقتصاد فلا مجال لإنكار كونها أداة تسويق وترويج للمنتجات والخدمات، وكذلك في البحث عن الوظائف أو الإعلان عنها أو حتى تكوين شبكة علاقات مهنية من خلالها، ولعل منصة لينكدإن خير مثال لمجال الأعمال في التواصل، وأما إسلاميًّا فقد أحسن الدعاة استغلالها في نشر الدعوة والثقافة الإسلامية والدفاع عن الدين ضد هجمات المستشرقين وشبهات المناوئين للإسلام كما يرى مؤلفا الكتاب.
وتتسع دائرة الخير في وسائل التواصل الاجتماعي لتكون حتى نافذة تعليمية يتواصل فيها المعلم مع تلاميذه والعكس، كما يتم استخدامها في الأنشطة والألعاب التعليمية، ومن الجيد أنها أتاحت فرص التساؤل والتعبير الحر للطلاب الذين يخجلون من التواصل مباشرةً مع معلميهم أو يرتبكون عند الحديث أمام الزملاء علانيةً.
يبدو من كل ذلك أن العالم أصبح قرية صغيرة فعلًا بفضل منصات التواصل الاجتماعي إذ فتحت العالم على مصراعيه، فلم يعد للحدود معنى.
الفكرة من كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي فما تركت بيتًا إلا ودخلته بأي صورة كانت، وكما هي الحال مع أي ظاهرة اجتماعية وكل جديد ينقسم حوله الناس بين مؤيد ومعارض، فإن منصات التواصل كذلك قوبِلت بنوع من هذا الانقسام حولها.
يستعرض هذا الكتاب في إيجاز تاريخ التواصل الاجتماعي الافتراضي منذ ظهوره حتى الآن، ويناقش قضايا مهمة تتعلق باستخدام مواقع التواصل والإنترنت عمومًا.
مؤلف كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
حسان شمسي باشا: كاتب ومؤلف سوري واستشاري أمراض القلب، ولد عام 1951م، ومن مؤلفاته: “وصايا طبيب”، و”عندما يحلو المساء”.
ماجد حسان شمسي باشا: اختصاصي أول في الأمراض الداخلية/الباطنة، ومُقرئ ومُجيز بالقراءات الأربع عشرة.