الحربُ الباردةُ وعدمُ الانحياز
الحربُ الباردةُ وعدمُ الانحياز
فتحت ثوراتُ التحريرِ البابَ للدولِ الجديدةِ الصغيرةِ النامية، للدخولِ بدوّاماتِ السياسةِ العالمية؛ كوِحْدَاتٍ مُستقلةٍ لأولِ مرة مُنذُ عُقود، وأحيانًا منذُ قرون.
بل إن كثيرًا منها لم يعرف شكلَ الدولةِ الوطنيةِ الحديثة، قبل الاستعمارِ إطلاقًا، وأكثرَها لم يكن يعرفُ العالمَ الخارجيَّ إلا عن طريقِ طاقةٍ ضَيقةٍ احتكاريةٍ مُحْكَمة.
ولهذا فإنّ مرحلةَ ما بعدَ التحرير، كانت بالضرورةِ مرحلةَ صناعةِ السياسةِ الخارجيةِ الجديدةِ لهذه الدول، مُحَاوِلتةً أن تلتمِسَ فيها طريقهًا بحذر، وأن تتحركَ بأمانٍ في غابِ السياسةِ العالمية.
وجدتِ الدولُ الصاعِدَةُ الحلّ الأمثلَ في الحِيادِ الإيجابي وعدمِ الانحياز، حتى أصبحت جبهةُ عدَمِ الانحيازِ تُمثلُ عَالَمًا قائمًا بذاته، هو العالمُ الثالِث.
الفكرة من كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يعتبر كتاب “استراتيجية الاستعمار والتحرير”، مدخلاً إلى علم الجغرافيا السياسية؛ حيث يأخذُكَ المؤلفُ في رحلةٍ؛ لاستكشافِ قوانينَ الجغرافيا والتاريخ، ويحللُ، لماذا قامتِ الإمبراطورياتُ والدولُ، بدايةً من فجر التاريخ إلى تاريخ إصدار الكتاب عام 1968.
كما يعرضُ أيضًا تاريخَ الاستعمار، لفَهْمِ دوافعِهِ ومآلاته؛ ثمّ يعرضُ حركاتِ التحرّر التي هدمت بُنْيَانَه.
مؤلف كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يُعتبر “جمال محمود صالح حمدان”، أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين.
ولد “جمال”، بمحافظة القليوبية، في مصر عام 1928م، ونشأ في أسرة تنحدر من قبيلة “بني حمدان” العربية، التي نزحت لمصر بعد الفتح الإسلامي.
تمتاز كتاباته برؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية، للتكوينات الجغرافية والبشرىة والحضارية، ورؤية لعوامل قوتها وضعفها؛ فهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل، ذو بعد مُستقبلي.