معايير القبول
معايير القبول
تعدُّ معايير القبول هي الركن الثاني في عملية الاختيار، ومن خلالها يتم ضبط معيار الدين عند الاختيار، وتتكوَّن من أربعة معايير؛ الأول “الشكل” فالجمال مرغوب فيه ومطلوب شرعًا لأن جمال الزوجة أدعى إلى اكتفاء زوجها بها، مع مراعاة أنه يجب ألا يهون الرجل من أمر الدين من أجل الجمال، كما أن الشكل مطلوب أيضًا عند اختيار الزوجة لزوجها لدوام العشرة، والجمال هنا يعني أن يُسر الزوج إذا نظر إليها، كما تُسرُّ الزوجة إلى نظرت إليه، لذلك شرع الإسلام لمن يريد أن يخطب امرأة أن ينظر إليها وأن تنظر إليه؛ والثاني “الكفاءة” فلا بد أن يكون هناك تقارب بين الطرفين من جهة الدين فلا يتزوَّج المسلم إلا مسلمة أو كتابية، ولا تتزوَّج المسلمة إلا مسلمًا، وأن يكون الزوج قادرًا من الناحية المادية على تحمُّل تكليف الزواج بدءًا من المهر وانتهاءً بالإنفاق على بيته بعد الزواج.
والقدرة هنا لا تعني المغالاة والشطط بأن يكون من أصحاب الملايين؛ إلى جانب التكافؤ من الناحية العلمية والفكرية، فلا يستحب أن يكون الزوج أقل من زوجته حتى لا يعيَّر، كما أن العلم والمعرفة يحققان قوامة الرجل في بيته.
والجانب الثالث هو “الاجتماعي” إذ يستحب أن يتزوج الرجل من البعيدة لا القريبة، حيث إن في ذلك من التعاضد والتعاون واجتماع الكلمة، كما أن النكاح من القريبة لا تؤمن فيه العداوة نتيجة حدوث طلاق، ما يعني أنه قد يفضي إلى قطيعة الأرحام التي أمر الله بوصلها، كما أنه علميًّا ثبت أن نكاح الأقارب يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض الوراثية؛ الرابع “القبول القبلي”، فقد أوجب الإسلام أخذ رأي الفتاة في المتقدم، فلا تُجبر على الزواج بمن تكره، فلا بد أن تستأذن وتستشار، وأن ترضى وتوافق، فيجب أن يُعرف رأيها صراحةً أو ضمنًا.
الفكرة من كتاب على أعتاب الزواج
لقد أولى الإسلام عناية خاصة بالأسرة كونها عماد المجتمع، حيث ذُكِرت معظم الأحكام المتعلقة بالأسرة في القرآن الكريم بالتفصيل، وتشديدًا على أهمية العقد المبرم بين الرجل والمرأة، فقد أسماه الله (عز وجل) بالميثاق الغليظ، فالزواج في الإسلام ليس قضية شخصية، بل قضية اجتماعية كبرى، لذلك لم يدعُ الإسلام أي مسألة متعلقة بالأسرة إلا ووضع لها حكمًا وقام بتفصيلها حتى لا يكون هناك مجال لأي تدخل بشري في كيان لم يخلقه البشر.
مؤلف كتاب على أعتاب الزواج
د. أكرم رضا: عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات المساندة والتطبيقية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو حاصل على بكالوريوس الكيمياء والعلوم الصيدلية من كلية الصيدلة جامعة القاهرة، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة؛ كما أنه حاصل على العديد من الدبلومات منها الدبلوم الخاص في التربية وعلم النفس.
له العديد من المحاضرات المنشورة، والمؤلفات، ومنها: “بلوغ بلا خجل”، و”متعة النجاح”، و”أوراق الورد وأشواكه”، و”كيف تبنين بيتًا سعيدًا؟”، و”بيوت بلا ديون”، وغيرها.