لا يهم الانتصار في كل الحروب
لا يهم الانتصار في كل الحروب
لتعلم أن العلاقة أهم من المواقف، ونعني بهذا أن لا تظن نفسك على حق حينما تهتم بالانتصار في كل حروب وتدافع عن رأيك دون أن تنظر فيما قد تخسره جرَّاء ذلك، وأبرز مظاهر ذلك هو ما نراه في العلاقة الزوجية عند الخلاف، حيث يتمسَّك كل طرفٍ بموقفه فتزداد الشرارة اشتعالًا، ولا يميل أحدهما أو كلاهما إلى التنازل، والأمر كذلك في بقية العلاقات الاجتماعية كالأصدقاء والأبناء وزملاء العمل، ماذا سيحدث لو تغاضيت مرة؟ لو اخترت قلب من أمامك بدلًا من أن تتباهى بكونك منتصرًا، ولأن حكماء العرب يقولون إن التغافل من شيم الكرام، فالذكي اجتماعيًّا يدرك أنه أحيانًا يتوجَّب عليه تمرير الأزمة وغض الطرف عنها، وهل دون ذلك تُحتمل الحياة أو يهدأ صخبها؟
يحكي الكاتب أن من أهم ما تعلمه في كلية الإعلام هو أنه لا يحق لكاتب الخبر الصحفي إبداء رأيه في الحدث، حتى ولو بوضع علامة تعجُّب في آخر العبارة، وذلك لأن في هذا توجيهًا للقارئ وتحديدًا للطريقة التي يقرأ بها الخبر بشكل أو بآخر، وكذلك الأمر في الصراع الاجتماعي، فإننا عندما نصف الشخص مثلًا بأنه غير مسؤول أو ننعته بصفة سلبية فهذا يعني توجيه الحديث إلى صدام شديد، ولتعلم أن بعض الصراعات والخلافات قد تؤدي إلى نتيجة إيجابية لا تؤدي إليها الأجواء الهادئة إذا استطعنا إدارتها بحكمة.
ولعل ما نختم به قانون الغضب ذلك هو حين قال النبي (صلى الله عليه وسلم( لرجلٍ طلب منه إرشاده إلى سلوك يأخذه إلى الجنة فكان جوابه: “لا تغضب”، ونتذكَّر لما قال (صلى الله عليه وسلم) إنه لا يوجد أفضل للرجل العاقل من جرعة غيظٍ لا ينفِّذها، ولُننبِّه أن هناك نوعًا إيجابيًّا من الغضب، وهو ما كان لكرامةٍ أو حق ومبادئ، لكنه غضبٌ يُتخذ بسلوكٍ رشيد غير همجي.
الفكرة من كتاب اصنع لنفسك ماركة
يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.
مؤلف كتاب اصنع لنفسك ماركة
كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:
إلى حبيبين.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.
كم حياة ستعيش؟
امرأة من طراز خاص.