العاطفة.. مفتاح جميع الأبواب
العاطفة.. مفتاح جميع الأبواب
ألم تلاحظ أن السبيل الأول لتمكين الفكرة هو العاطفة حتى رغم سيطرة مبدأ السوق في عصرنا الحالي، فالناس يبنون قراراتهم المصيرية بناءً على العاطفة ثم يبرِّرونها بالعقل والمنطق، ولهذا يعرف الذكي اجتماعيًّا أن الخطاب العاطفي هو أمر مهم، وأن العاطفة هي ما تجعلنا نميل إلى أشخاص دون آخرين وتكون حجَّتنا أن “روحهم حلوة”، والعاطفة هي ما يجعلنا نختار مكانًا دون آخر لمجرد أننا ارتحنا فيه رغم أن المكانين جماد، وبعاطفتنا نختار الصديق الذي ارتحنا له والوظيفة التي شعرنا فيها بالراحة ولو كانت أقل دخلًا، ولهذا أنت في حاجة إلى استثمار هذه العاطفة، فكيف يكون ذلك؟
تكون الإجابة في بعض نقاطٍ يجب الانتباه لها، وأولها الانطباع الأول، عليك أن تهتم بشخصيتك في الانطباع الأول بدءًا من مظهرك الخارجي وحتى ابتسامتك الحقيقية المرتاحة، ثم ننتقل هنا إلى ما يُسمَّى بـ”الاهتمام بالبُعد الإنساني”، فتلك كانت إحدى أهم استراتيجيات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حينما كان يحث أصحابه على مشاركة الفقير جوعه، ومواساة المريض، وتشييع الميت ومواساة أهله، ثم ننتقل إلى مبدأ “الثناء والمجاملات”، فلا تظنَّن أن المجاملة نفاقٌ والثناءَ رياء، فالمنافق يسعى لمصلحة يريدها، أما المُجامل الصادق فهدفه إسعاد قلب من يجامله.
إن ذهنية المستثمر تحتِّم عليه أن يعلم جيًدا ثمار ما سيزرعه وعوائد ما سيبنيه، والمُستثمر الذكي في الناس يعرف أين يلقي بذرته، ويهرب من الاستثمار الخاسر أو بمعنى أصح الأشخاص الذين لا يستحقُّون التعامل معهم فلا يحفظون عهدًا ولا ودًّا، كما أنه يؤمن ببعض الخسارة ويعلم أن أعظم الاستثمارات تحقيقًا للنتائج هي استثماراتنا في الناس.
الفكرة من كتاب اصنع لنفسك ماركة
يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.
مؤلف كتاب اصنع لنفسك ماركة
كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:
إلى حبيبين.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.
كم حياة ستعيش؟
امرأة من طراز خاص.