مفهوم الذكاء والذكاءات المتعددة

بدأ الكاتب بنظرة المجتمعات لمفهوم الذكاء، وقد لاحظ أننا نتخذ نهجًا من التحيز الخاطئ فيما بيننا حين يتم التعامل مع البشر بخصوص هذا الأمر، فإذا بنا نرفع أشخاصًا إلى مكانة عالية ونحطُّ من قدر آخرين، فنربط علاقة الحب والاحترام بمن يمتلك مقياس ذكاء “IQ” عاليًا يظهر في حياته المهنية والدراسية، إلا أن أساتذة علم النفس وأبرزهم البروفيسور “جاردنر” قد اعترضوا على فكرة تصنيف الناس على هذا الأساس، بعد أن رأى أنه يوجد أناس كثيرون لا يمتلكون درجات ذكاء عالية لكنهم موهوبون في مجالات أخرى، والمشكلة أنه إذا تم اقتصار رؤية الموهبة على مقياس واحد فقد يتسبَّب ذلك في قتل ما يمتلكونه من مواهب أخرى حقيقية وهبهم الله إياها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

إذًا فتصنيف الأبناء وخصوصًا في بداية حياتهم الدراسية على أساس مُعامِل الذكاء الدراسي فقط دون وضع اعتبارات أخرى يضرُّ بهم وبالمجتمع بأكمله، ذلك لأن المؤسسة التعليمية السائدة تتعامل مع جميع المتعلمين بنهجٍ واحد، وقد طرح “جاردنر” نظرية تُدعى “الذكاءات المتعددة”، والتي صنَّف فيها أنواع الذكاءات، فكان منها الذكاء اللغوي الذي يظهر الكتابة والخطابة، وهناك الذكاء المكاني الذي يتمثل في التصوُّر، ونجد هذا النوع ظاهرًا بين الصيَّادين والمهندسين والمصمِّمين، والذكاء الحركي، كما نجد بين أبرع الرياضيين والجراحين والميكانيكيين.

وهناك أيضًا الذكاء الاجتماعي، فالمرء مخلوقٌ اجتماعيٌّ في حاجة دائمة إلى تنمية ذلك النوع من الذكاء، ولا يعني ذلك أن يضطر الأشخاص المعروفون بانعزالهم بعض الشيء إلى التعامل مع الناس بشكل أكثر من اللازم، فالأمر يتطلَّب فقط تقدير مشاعر الآخرين واهتماماتهم واختلافهم وتقبلهم.

يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.

كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:

إلى حبيبين.

ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.

كم حياة ستعيش؟

امرأة من طراز خاص.