الصوت لغة
الصوت لغة
يقول الفلاسفة القدامى إن الصوت مرآة الروح، فهو يعكس الحالة الشعورية وما يكتنفها من حب وخيبة وحزن وخوف.
ولأن الصوت لا يكذب فقد قامت دراسات مختلفة فيما يتعلَّق بموضوع الصوت، وتشير بعض الأبحاث فيها أن الأشخاص الذين يتلعثمون كثيرًا لديهم مشاكل في ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم، وهذا ليس بجديد، بل إن فلاسفة اليونان حدَّدوا نبرة الصوت بدرجة الاطمئنان للإيمان، ويرى فرويد أن أفكار الإنسان ومدى اقتناعه بها تُقرأ من نبرة صوته.
ومفاتيح نبرات الصوت وما وراءها كثيرة، فتشير الأصوات إلى أوضاع صحية ونفسية مختلفة؛ فارتعاش الصوت قد يكون دلالة على مرض عصبي، ومشاكل السمع قد تسبِّب خللًا في نطق بعض الحروف، ومشاكل الأسنان والفك يسبِّب إصدار أصوات مثل التمتمة، هذا على الصعيد العضوي؛ أما على صعيد الثقافات فتعتبر الثقافة محدِّدًا مهمًّا لنبرة الصوت، فهناك شعوب شديدة السرعة في أحاديثها، وهناك شعوب بطيئة الإيقاع في الكلام، وهناك شعوب وثقافات أخرى تمدُّ بعض الحروف وتزيد من طول الصوت في بعض المطارح والجمل، وهذا له علاقة بالثقافة وإسقاطاتها على الصوت والنبرة.
ولا يمكننا تجاهل سلطة الصوت على المتحدثين سلبًا أو إيجابًا، فالنبرة العميقة نبرة مفعمة بالحياة ولها تأثير جذاب كالمغناطيس، وتعكس النبرة العالية الصاخبة قلة نضج وعدم توازن داخلي، وتدل الأصوات المنخفضة جدًّا إلى الإحساس بالخوف وعدم الأمان، وتشير الأصوات متكلفة الرقة والتملق إلى محاولة جذب الانتباه أو محاولة إثبات التميز.
الفكرة من كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
قد لا ينتبه أغلبنا في محادثاتنا اليومية للرسائل المختبئة خلف نبرات الصوت أو في حركة الجسد أو نظرة العين، في الوقت الذي تعتبر فيه خصائص الصوت دلالة من دلالات السلامة العقلية والنفسية، ومقياسًا من مقاييس فهم الحالة المزاجية للشخص المقابل، حتى أن علماء الأنثروبولوجي قدَّموا أبحاثًا في هذا الصدد لفهم ما يظهر على وجه الإنسان من تعبيرات بغية تحسين التواصل أو قراءة الحالة أو حتى التبيُّن من صدق الشخص أو كذبه، إذ تعدُّ لغة الجسد لغة حقيقية قائمة بذاتها، وكل ما نشعر به حيال الناس في اللقاءات الأولى من مشاعر ارتياح أو حب أو نفور له جانب قوي متعلِّق بلغة الجسد؛ فالقوة التي تعطينا إياها قراءات الأجساد والوجوه من شأنها أن تسهِّل علينا عملية التواصل الصحي مع الآخرين، وأخذ الحيطة والحذر في حالة أخبرنا الحسد بذلك.
مؤلف كتاب أعرف ما تفكِّر فيه
ليليان جلاس: من مواليد ميامي في الولايات المتحدة، وهي صحفية وطبيبة أمريكية، درست في جامعة منيسوتا، وخبيرة في الاتصال بين الأشخاص ولغة الجسم، ومعلِّقة إعلامية، ومستشارة في الدعاوى القضائية، وهي أيضًا مخرجة ومنتجة أفلام، وهي ابنة الناجي من المحرقة روزالي جلاس.
ولديها عدد من المؤلفات منها: “لغة جسد الكاذبين”، و”هو يقول هي تقول”.