الإمبراطوريةُ الإسلاميةُ العَرَبية
الإمبراطوريةُ الإسلاميةُ العَرَبية
ضمت دولةُ العربِ إمبراطوريةً تَترامى على القارّاتِ القديمة الثلاث، وتطُلُّ وتُشرِفُ على المُحيطات الثلاثة.
كيف أمكن أن تقومَ هذه الدولة؟
لا شكّ أن جَذْوَةَ الحماسِ الدينيِ المُتقدة، هي التي ألهبت خيالَ المؤمنين؛ حتى تحولت بهم إلى شُعلةٍ مُلتهبة، وتحولوا هم بها إلى مَشعلٍ مُضيء. لكن أيضًا كان دورُ الموقعِ مُهِمًّا، فوسَطَ جزيرةِ العرب، بين كُتلِ المَعمورِ وقوى البَرِّ والبحرِ، كان منطلقًا استراتيجيًّا خطيرًا، فالجزيرة العربية بحسَبِ مَوقِعِها، لم تكن قوةً بريّة فقط أو بحرية فقط، لكنها جمعت بين القوتين.
لماذا انهارت هذه الدولةُ العظمى، بعد ذلك؟
هناك عواملُ داخليةٌ وخارجية، فداخليًّا، كانت ضخامةُ الدولة وتَرامِيها في حدِّ ذاته، عامِلَ ضَعْفٍ وانهيار؛ حيث إنّهُ من الصعبِ الإمساكُ بهذا الجسم العملاقِ لمدة طويلة، دونَ أن تتساقطَ منه أجزاء، وخاصةً الأطراف.
أيضًا، كان التنافرُ الجنسيُّ في الدولة، وتعددُ الأقليّاتِ في نسيجها، عاملًا مُهمًا لتعرُّضِها لسلسلةٍ مُتصلةٍ من الحركاتِ الانفصالية والتفكك، فقد أتى على الدولةِ العربيةِ حينٌ من الدَهْرِ، تقاسمَ النفوذَ فيها ثلاثُ أو أربعُ خلافاتٍ في الوقت ذاته.
الفكرة من كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يعتبر كتاب “استراتيجية الاستعمار والتحرير”، مدخلاً إلى علم الجغرافيا السياسية؛ حيث يأخذُكَ المؤلفُ في رحلةٍ؛ لاستكشافِ قوانينَ الجغرافيا والتاريخ، ويحللُ، لماذا قامتِ الإمبراطورياتُ والدولُ، بدايةً من فجر التاريخ إلى تاريخ إصدار الكتاب عام 1968.
كما يعرضُ أيضًا تاريخَ الاستعمار، لفَهْمِ دوافعِهِ ومآلاته؛ ثمّ يعرضُ حركاتِ التحرّر التي هدمت بُنْيَانَه.
مؤلف كتاب استراتيجية الاستعمار والتحرير
يُعتبر “جمال محمود صالح حمدان”، أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين.
ولد “جمال”، بمحافظة القليوبية، في مصر عام 1928م، ونشأ في أسرة تنحدر من قبيلة “بني حمدان” العربية، التي نزحت لمصر بعد الفتح الإسلامي.
تمتاز كتاباته برؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية، للتكوينات الجغرافية والبشرىة والحضارية، ورؤية لعوامل قوتها وضعفها؛ فهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل، ذو بعد مُستقبلي.