أطفال بُدناء وراشدون أصحَّاء!
أطفال بُدناء وراشدون أصحَّاء!
إنها ظاهرة جديدة تمامًا.. أن يكون الطفل أكبر وأعرض بكثير مما كان عليه آباؤهم في السن نفسه، فمشكلة السمنة من المشاكل الظاهرة في المجتمع الأمريكي، ففي الوقت الذي يصبح فيه الراشدون الأمريكيون أكثر وعيًا بالصحة واللياقة، نرى أن الأطفال والمراهقين يصبحون أكثر سمنة وحبًّا للجلوس ولا يستمتعون بأكثر سنواتهم صحَّة!
في الماضي كان الوالدان يتحكَّمان في كمية ونوع ووقت الطعام المُقدَّم لأبنائهما، ولكن في الوقت الحالي غاب دور الراشدين في حياة الأطفال والمراهقين، وهذا يؤدي إلى تناول الأطفال الطعام السيئ بشكل مفرط.
وفي إحصائية لدراسة العلاقة بين سمنة الأطفال والأمهات العاملات وُجِد أن الأعوام التي زاد فيها مرض السمنة عند الأطفال هي نفسها الأعوام التي زاد فيها عدد الأمهات العاملات، وذلك لأسباب كثيرة، منها: أن حليب الأم له دور مهم في سرعة استجابة جسم الطفل للسمنة، وفي الغالب تختار الأمهات العاملات الحليب الصناعي لتغذية أبنائها، بجانب ذلك حين يكبر الطفل فإن الناس في العادة يأكلون على طاولة الطعام، ويتحدَّثون أثناء اجتماعهم، فإذا غابت الطاولة وغاب الأشخاص الذين يشاركون الطفل في الحديث، تلقائيًّا تزيد كمية وسرعة تناول الطعام، وفي الغالب يشاهد الطفل التلفاز أثناء تناوله للطعام، فينام بعد تناول الطعام أمام التلفاز، إلى جانب ذلك يقوم الكثير من الآباء العاملين بتعويض أطفالهم غيابهم، فيقومون بجلب أنواع الحلوى، والطعام المختلفة حتى يطفئوا إحساس الخطيئة.
وفي غياب الوالدين يزداد جلوس الأطفال أمام الألعاب الإلكترونية، ليس فقط لغياب من يوجِّه ويضبط، بل لغياب العين المُراقبة للشوارع ليلعب الأطفال بأمان، وقديمًا كان اللعب عند مدخل المباني السكنية، وأصوات الأطفال التي تملأ الشوارع أشياء لا تغيب عن الأحياء، فتجلس الأمهات تراقب أبناءها ويتشاركوا الحديث، الآن حين تمشي في الشوارع تجد السكون بدلًا من صوت الأطفال.
الفكرة من كتاب وحيدًا في المنزل
الناظر إلى المجتمع الأمريكي يرى أن الأفراد قد نالوا الحرية في كل شيء، فصارت الخيارات الشخصية مُقدَّمة على غيرها، وقد يعتقد الكثير أنه “نعم” هذا هو المطلوب، وأنه أمر جيِّد، ولكن كانت هذه الحرية المفتوحة كابوسًا جديدًا على عدد كبير من أطفال أمريكا.
تأخذ الأم قرار العمل خارج المنزل، فتترك طفلها في أحد الحضانات أو دور الرعاية حتى ينتهي دوامها، وقد يبدو مشهدًا عاديًّا إذا ما نظرنا إلى قرار تلك الأم وحدها فقط، لكن ماذا عن تراكم ملايين القرارات المشابهة من عدد كبير من الأمهات؟ وما أثرها في الأطفال والمراهقين؟ وما أثرها في السلوك المجتمعي؟ فالكثير ينظر إلى مسألة عمل الأم أو غياب الأب بشكل قاصر على حالة فردية، لكنه ينسى الكارثة المجتمعية الحاصلة.
في هذا الكتاب تكشف لنا الكاتبة من خلال دراسات وإحصائيات وظواهر مجتمعية يعيشها المجتمع الأمريكي مدى أثر هذه القرارات، وكيف تأثَّر المجتمع الأمريكي بهذا الأسلوب في حياة الأسرة.
مؤلف كتاب وحيدًا في المنزل
ماري إبرستاد: باحثة وكاتبة أمريكية الجنسية، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال، تعمل في منزلها باحثة لمؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، وهي أيضًا مستشارة تحرير “مجلة بوليسي” ريفيو، نُشر لها عدد من المقالات ومراجعات الكُتب في عدد من المجلات والصحف مثل “تايم”، و”وول ستريت جورنال”، و”ويكلي ستاندرد”.
من مؤلفاتها:
How the West Really Lost God: A New Theory of Secularization.
Primal Screams: How the Sexual Revolution Created Identity Politics.
معلومات عن المترجم
أسامة إسبر: سوري الجنسية، وُلِد عام 1963، وهو شاعر وصحفي ومترجم، صدر له مجموعات شعرية وقصصية، وترجم عددًا من الكُتب منها: “أحلام آينشتاين” لآلن لايتمان، و”نشأة النظام الأبوي” لغيردا ليرنر.