الابتكار ينتظرك في الخارج
الابتكار ينتظرك في الخارج
يولد الابتكار من رحم الاجتهاد والتعب والتخلي عن الراحة والكسل، وللحصول على أفكار أكثر ابتكارًا وتفرُّدًا ينبغي لك الخروج من المكاتب والأروقة التي يخنقها النظام والروتين لأن طراز المكتب العصري اليوم بجدرانه الصامتة وزواياه الموحشة يطفئ ومضة الابتكار ويقلِّل من خصوبة الفكر، ولا غنى عن الخروج من هذه الحدود والاندماج خارجًا والانطلاق لاستمداد الأفكار وتحفيزها.
وأولى خطوات الخروج تبدأ بتقليل الروتين الخانق الموجود في السلم الوظيفي الرسمي، وذلك بإلغاء الاجتماعات الروتينية التي لا فائدة منها، وحصر ساعات العمل وإتاحة فرصة للإجازات لأن التركيز على العمل فوق روتين مميت كهذا يضع هذه المؤسسات وموظفيها في جزر معزولة عن دنيا العمل الخارجي وفضاءاته الواسعة، ما يخلق حالة من اللهاث الدائم وعدم التوازن.
وتشكِّل التجارب المنخرطة في دنيا العميل وسيلة من وسائل الخروج من قضبان المؤسسات إلى باحات العمل الخارجي لأن الاتجاه نحو أسلوب مشاهدة المنتج وهو يستخدم بين يدي العميل أمر أساسي ومركزي لاستمداد الإلهام وتطوير القدرات الإبداعية؛ وهذا مما يصعب تحقيقه في ممَّرات الشركات -معصوبة العينين- بحجب الروتين، والمكتفية بنظم وبروتوكولات تعوَّدت السير عليها وتحوَّلت مع الوقت إلى مبادئ قاتلة تنطلق من فكرة -هكذا ينبغي أن نكون- بدلًا من الخروج والتفكير -في أفضل ما يكون- ويحتاج هذا إلى التفاعل الصادق والموضوعي مع العميل بعيدًا عن لغة الأرقام والمكاسب؛ كما يتطلَّب المخالطة المتحرِّرة كأسلوب المتسوِّق السري، حيث تعتبر هذه وسيلة فحص ممتازة وأكثر وثوقية ودقة، ونتائجها الفكرية على صعيد التيقظ قريبة جدًّا من طموحات المنتج والمستهلك على السواء، إذ يخرج المنتج إلى فضاء العميل ويحلِّق بآماله في فلك واحد يمكن تسميته “التحرُّر ابتكار”.
الفكرة من كتاب التيقُّظ
الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.
كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.
مؤلف كتاب التيقُّظ
سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.