استبدال المواقع
استبدال المواقع
في دنيا الأعمال يتعامل مع العميل في معظم القطاعات على أنه مجرد رقم لوحدة قياس الشراء والبيع وجني الأرباح؛ وفي الوقت الذي يعتبر هذا العميل بكل متطلباته وتطلعاته سبب قيام هذه الشركات ونجاحها تقتضي الفاعلية الحقيقية والنجاح النزول إلى المواقع التي يشاهد منها العميل هذه الشركات والمؤسسات والنظر من موقعه إليها لتحقيق نقلات وطفرات في سوق العمل تكون أشد قربًا من تصوُّرات العميل وأكثر تلبية لتطلُّعاته.
لأن الرؤية من منظور العميل باعتباره الطرف المستقبل في هذه المعادلة يضيف إلى العمل كثيرًا من المعاني والأهداف، ويزيد من معدلات الإلهام لأنه يضع الذهن في حال المتيقِّظ المتابع على الدوام مما يزيد من إلهامه وإبداعه.
وهذا يقتضي للشركات التنازل عن المنبر العاجي المتعالي الذي يضعها في منصَّة عالية بعيدة عن عوالم عملائها الحقيقية وما يدور فيها، وهذا الأمر يحتاج إلى التركيز، والعمل مع وضع المنتج والمسوق نفسه مكان العميل، والبحث في الأسئلة التي تجوب في داخله: هل يمكن لهذا المنتج فعلًا أن يفي بالغرض؟ هل يحتاج العميل إلى هذا المنتج بهذا الشكل أم ينبغي التعديل عليه؟ هل سيفلح هذا المنتج مع كل العملاء أم أنه يصلح لجزء منهم فقط؟ كل هذه الأسئلة وأكثر بإمكانها ترويض عقلية عملية تستمد إلهامها من عملائها؛ تراقبهم عن كثب وتسجِّل ملاحظاتهم لتجعل من حركتهم المستمرة وحركة أفكارهم منبعًا لتميُّزها وريادتها.
ولا يعني هذا الاعتماد على الأساليب التقليدية في الاتصال بالعملاء من استطلاعات الرأي والاستفتاءات؛ فالحديث هنا عن تواصل أشد قربًا وفيه ملازمة وانخراط ونزول حقيقي إلى الميدان والاختلاط بالناس في السوق ومراقبة ردات فعلهم وطريقة تفاعلهم واستجابتهم للمنتجات؛ حيث لا يجعلك هذا التماس قريبًا من عميلك فحسب، بل يهبك أداة تصحيح واستدراك تمكنك من الحصول على التقييم الموضوعي والصحيح بعيدًا عن المعدلات الرقمية التي لا تعكس بالضرورة الواقع والحقيقة.
الفكرة من كتاب التيقُّظ
الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.
كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.
مؤلف كتاب التيقُّظ
سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.