الاستماع والاستجابة
الاستماع والاستجابة
نسعى كثيرًا لنكون المتحدثين المبادرين، كأن يكون قولنا ورأينا مسموعًا؛ أو أن ينصت إلينا الآخر بانتباه وإعجاب، لكن التفكير بشكل مختلف قد يغيِّر وجهة نظرنا بالكلية حول طرق التواصل والاستجابة الصحيحة مع الآخرين، ذلك لأن التواصل عملية دورية ومستمرة، تشبه حركة المد والجزر في مراوحتها وتعقيدها.
ويعتبر الاستماع في هذا السياق من ركائز عملية التواصل الناجح مع الآخر، ومن أسباب تحقق الاستجابة الملائمة مع كل ظرف ومقام على حدة بحسب ما يقتضيه من التفهُّم أو التعاطف أو اتخاذ الموقف المواتي.
ويوجد عدد من المهارات الكثيرة للاستماع يمكن للإنسان اعتمادها ليفهم المعاني العميقة التي تقف وراء أحاديث الآخرين أو تلميحاتهم، وتصحيح سوء الظن الذي قد يحصل نتيجة لعدم الإصغاء إليهم، ومن بين هذه المهارات مهارة كبح الرغبة في المقاطعة والقفز على النتائج أثناء الحديث، ومن مهارات الاستماع الفعال والاستجابة أيضًا أن تستمع بعمق وتفهُّم للطرف الآخر، مع إشعاره بأنه مفهوم ومقبول؛ ومحاولة مساعدته على إيجاد حلول مناسبة والتحلِّي بقدر عالٍ من الاحتواء والتعاطف، وهذا ما يؤكِّده علماء النفس أن الاستماع بطريقة تعكس القبول والتعاطف تمكِّن الآخرين من فهم مشكلاتهم بشكل صحيح والبحث عن حلول معقولة وممكنة، كما يمكنهم التوقف عن إلقاء الأوامر من إحسان التصرف مع مشاكلهم، وأنه إذا ما توقَّفنا عن تقلُّد دور الواعظ في مواطن لا يحتمل فيها المقام ذلك، واكتفينا بالتلميح والاحتواء صار الناس أكثر قدرة على الاعتراف بأخطائهم وإصلاح أنفسهم.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.