لا تخجل من احتياجاتك
لا تخجل من احتياجاتك
معرفة الإنسان بنفسه تنقله إلى مرحلة متقدِّمة من الوعي بأفكاره ومعتقداته وما يحتاج إليه، ووعي الإنسان باحتياجاته من أهم طرق تواصله مع “الأنا والآخر” تواصلًا بنَّاء وناجح.
وكما أن الاحتياجات درجات وأولويات وهي على تصنيف كثير من الباحثين تقع ضمن هرم يبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية من الهواء والماء والطعام، ثم تأتي من بعدها الاحتياجات المرتبطة بالشعور بالأمان مثل احتياجات الحب والتقدير والانتماء، ثم يأتي دور الاحتياجات التالية من هذا الهرم، وهي احتياجات الإدراك والمعرفة والتعرُّف على العالم المحيط والبحث في الظواهر والأسرار، ليقف على رأس الهرم وقمَّته من بعد ذلك، وهي الرأس والغاية حاجة الإنسان لتحقيق ذاته والانتقال بها من الأنا المتحقِّقة إلى الآخر المحبوب والقريب.
وعلى هذا الترتيب تعد معرفة الإنسان باحتياجاته وعدم خجله بالمطالبة بها أو السعي لتحقيقها من سبل تواصله التواصل السامي والفعال مع ذاته والآخرين، غير أن أي شعور بالخجل أو الدونية أو عدم الاستحقاق أثناء التعامل مع هذه الاحتياجات أو المطالبات كفيل بإغراق النفس في مستنقعات الفراغ العاطفي والإحباط واليأس والغضب لأن الرغبات والمطالبات التي يراها البعض عادية وسطحية قد تحمل معاني أكثر من معانيها الظاهرة، كالمطالبة بقطعة كيك لا للجوع إنما للشعور بالاهتمام والأهمية، أو كالصراخ عند محادثة حبيب لا للسيطرة على أطراف الحديث، بل خوفًا وخشية من الخسارة والفقد، أو كبكائنا كالأطفال بعد كل رفض؛ كلها احتياجات خفية وتهديدات تصاحب إحساسنا بالخوف وعدم الاستقرار ينبغي لنا ألا نستهين بها ولا أن نخجل منها لأن الجميع بحاجة إلى الشعور بالأمان، فهو الاحتياج الفطري الملح الذي لا مفر منها.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.