تعرَّف على نفسك بحب واسترخِ
تعرَّف على نفسك بحب واسترخِ
هل فكرت في يوم من الأيام في أن محادثاتك الصامتة مع نفسك لها دور كبير في توجيه مشاعرك حيال نفسك؟ وإجابة هذا السؤال أن التقليل من أهمية عملية تعرفنا على ذواتنا يعد ذا أثر بالغ في إحباطنا وتقلُّبنا، وعملية الإصلاح الحقيقية للذات لا يمكن لها أن تتم وبأي شكل من الأشكال والإنسان بعيد عن ذاته لا يعرفها ولا يتواصل معها بطرق صحيحة ومؤثرة.
وإذا ما أردت أن تتعرَّف على نفسك بحب حقًّا فابدأ بالاسترخاء، حيث يساعد الاسترخاء على التقرُّب من النفس بهدوء وسكينة، ويساعد على عملية التحكم في المشاكل والضغوط والتعامل معها بأكثر ليونة وعقلانية.
كما يعد الاستماع للنفس مهمًّا لاجتياز كل المواقف والظروف، في الخوف والحب والحزن والإحباط، بعد الإنجاز وفي الفشل يعدُّ الاستماع للنفس في هذه الأحوال والتحدث معها بتقدير وشفقة والتدرُّب على تغيير أسلوب المحادثات السيئة معها من أيسر الطرق الموصِّلة إلى حدائق المعرفة الغنية بالنفس.
وللتقارب والتلاصق بالنفس انعكاسات إيجابية لأن الإنسان العليم بنفسه والقريب منها يكون أكثر شجاعة على مواجهة مشكلاته وإيجاد الحلول المناسبة لها، وأشد قدرة على التركيز على أخطائه وتلافيها، والأشد بعدًا عن النظرة السوداوية المعتمة حيال قدراته على التشخيص ووصف الدواء المناسب، وهذا غاية معرفة الإنسان بنفسه وحبها لها.
وعلينا ألا ننسى أن التعلم من العادات القديمة، وحب الذات واحترامها، وتطوير مهاراتنا في التواصل مع أنفسنا يحسن من تواصلنا مع الآخرين، ويربِّينا على الاحترام المتبادل والابتعاد عن إصدار الأحكام، وعدم الخجل أو الخوف من طلب المساعد من أجل تحقيق ذلك، فهذه هي الخطوة الأشد أهمية للاعتناء بأنفسنا وتحقيق ذواتنا.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.