ماذا إن أخطأنا؟
ماذا إن أخطأنا؟
يتابع الشاب بعد الجولة الخاطفة لدى المؤسسة الأم التحاور مع الموظفين في فرع مدير الدقيقة الواحدة ليقابل “السيدة براون” في محاولة منه لمعرفة السر الأخير من أسرار ذلك المدير، وتتحدث السيدة براون بإيجاز عن الأسرار الأولى لمدير الدقيقة الواحدة وتقول إنها بعد فترة كبيرة من عملها أصبحت تعتاد عمل أهداف الدقيقة الواحدة، وأنها حتى لا تنتظر أن يقوم المدير بالثناء عليها، وأنها تثني على نفسها بنفسها، كما أن المدير على علم بشخصيتها لذا لا يمر عليها كثيرًا، لكن عندما ترتكب السيدة براون خطأ فاحشًا يقوم المدير بإعطائها توبيخًا لدقيقة واحدة، وهذا هو السر الثالث من أسرار مدير الدقيقة الواحدة.
في حالة الموظف القديم والذي مر بفترة كبيرة من العمل وبشكل جيد، تأتي بعض الأوقات التي يقوم بها بخطأ من الممكن أن يؤثر في سير المنظمة، يأتي هنا المدير بشكل سريع ولا ينتظر للمراجعات الدورية، ثم يتأكد بعد ذلك من صحة المعطيات التي تلقاها من كون الموظف قام بالخطأ، ثم يقترب المدير من الموظف ويشاركه بعد ذلك بما حصل ثم يستدركه بالشعور الذي يحس به الآن وينقله إلى الموظف ثم يصمت قليلًا بعض الشيء لكي يصل الشعور كاملًا إلى الموظف، تمامًا كما يحدث في الثناء لدقيقة واحدة، ثم يتأكد بعد ذلك المدير من مكانته لدى الموظف وعن ثقته بما يفعل وبكفاءته، ولذلك فإن ما دعاه إلى هذا الغضب هو سلوكه وليس شخصه.
المميز في تلك الطريقة، كما في الثناء لدقيقة واحدة، أنه يظهر للموظف أن المدير يتابعه من كثب، وبذلك يشعر الموظف أنه لن يستطيع أن يفلت منه بسهولة، كذلك الفصل في المعاملة بين سلوكيات الفرد والفرد نفسه؛ بحيث يستنكر المدير السلوك ولا يستنكر الفاعل للسلوك، ويساعد ذلك المدير والموظف على عدم احتدام الجدال بينهما أو إلقاء اللوم على الآخرين كإجراء دفاعي من الموظف، وبخاصةٍ أنه يعلم سابقًا عدالة المدير، وأخيرًا وكما عرفنا في ثناء الدقيقة الواحدة، فهو ثبات المبدأ من المدير، فإذا افترضنا أن الشركة تقوم بعمل رائع على كل المستويات وقام الموظف بذلك الخطأ فيجب عليه في تلك الحالة أن يقوم بالتأنيب والفصل بين حال الشركة وعمل الموظف.
الفكرة من كتاب مدير الدقيقة الواحدة
يحاول المؤلفان عن طريق الفن القصصي أن يتحدثا عن نظام إدارة بطريقة جديدة يستهدف من خلالها راحة ورضا كل أفراد العمل من موظفين ومديرين، بالإضافة إلى الحفاظ على مستوى إنتاجية مرتفع بما يرضي جميع الأطراف، وذلك مما تعلماه من العلوم السلوكية.
مؤلف كتاب مدير الدقيقة الواحدة
كين بلانشارد: هو كاتب وخبير إدارة شارك في تأليف أكثر من 30 كتابًا آخر من أكثر الكتب مبيعًا، من ضمنها “مشجعون يهذون: مقاربة تطورية لخدمة الزبناء” (1993)، و”القيادة ومدير الدقيقة الواحدة: تضخيم الفعالية من خلال القيادة الظرفية” (1985).
سبنسر جونسون: معروف بسلسلة حكايات قيمة للأطفال، وكتابه التحفيزي الذي صدر عام 1998 “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” الذي دخل قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا.