كيف نصبح يدًا واحدةً؟
كيف نصبح يدًا واحدةً؟
عند وجود طفلين أو أكثر، ومع كثرة الأفعال التي قد تعرضهم للخطر، وكثرة فوضى البيت، هنا يجب التدخُّل، وقد يكون وجود طفلين أسهل من طفل واحد لأنك لو استطعت السيطرة على أحدهما سيقلِّده الآخر فورًا، فعلى الأم أن تكون طريقتها هي حثهما على التعاون، وقد تواجه هذا في أي مناسبة يتجمع فيها أطفالها أيضًا، وكل ما عليها فعله هو مدح أحدهم على تعاونه في أي عمل أمام الأطفال الآخرين، وهذا سيدفعهم إلى الرغبة في نيل المدح أيضًا، فهي لم تقلل من الأطفال غير المتعاونين ولكن بمدحها للأفعال الجيدة ستجدهم يسارعون إليها.
أحيانًا يكون الحثُّ على التعاون بأن تحفِّز أحدهم على فعل لم يفعله بعد، فمثلًا تقول إن ابنها كريم جدًّا ويحب مساعدة إخوته ويعطيهم من أدواته، قبل حدوث المشكلة بينهم ستجده يسارع لمساعدتهم ومشاركتهم.
ومن المهم تذكر أنها لا تحادث الشخص المخطئ، بل تمدح المصيب فقط، وبدلًا من إعطاء الأوامر طوال الوقت يمكنها أن تجعله يشعر وكأنه المتحكم الأول في قراراته بأن تعطيه الاختيارات التي تريدها هي، بأن يطلب منها مثلًا الخروج ليلًا، فهي تضعه أمام خيارين ولا تخضع لرغبته بأن تقول له إما أن نلعب جميعًا غدًا صباحًا بالنادي، أو تلعب الآن بالمنزل، فيجب أن تلاحظ أنها قد عرضت خيارات بعيدة عن طلبه، وهو سيضطر إلى الاختيار، وهذا سيوفِّر عليها الكثير من الجهد في المواجهات عديمة الفائدة، وأحيانًا قد يساعدها أسلوب الإبلاغ، بأن تخبره مثلًا أن أمامها خمس دقائق فقط قبل أن تغلق التلفاز! وهذا يقلِّل من المشاحنات لأنه يشعر وكأنه أخذ المزيد من الوقت، أو أسلوب المقايضات المشروطة بمعنى افعل كذا وستحصل على كذا.
الفكرة من كتاب كيف تفوز في مشاكل البكاء والمشادات مع طفلك؟
الأطفال نعمة من الله يتمنَّاها أغلب الناس، نريد أطفالًا نسقيهم من طاقتنا على الحب والعطاء، نريد من يجمع بين صفاتنا وصفات أزواجنا، طفلًا صغيرًا يكون سببًا دائمًا لجمع شمل الأسرة مهما حدثت المشاكل والضغوطات نتخطَّاها لأجله، نحاول تهيئة أنفسنا قبل قدوم الطفل بدورات وكتب وغيرها الكثير..
كلٌّ منا يقول: “لن أكرِّر أي فعل سيئ حدث معي، سأعطيه خبراتي وحبي وحناني، سأجعله مثاليًّا وأبعده عن أي خطر أو جرح نفسي”، ويأتي الطفل ونتفاجأ أن الواقع ليس بالسهولة التي كنا نتخَّيلها، الواقع يحتاج إلى قوة جبارة وقدرة على الصبر والتحمُّل، ويتفاجأ الإنسان وهو قليل الصبر كثير العناد، يكرِّر نفس الأفعال التي كان يكرهها مع والديه، أو يتساهل عندما يشعر بفقدان زمام الأمور، قد يشعر بالإحباط أحيانًا، لكن هنا لا مجال للتراجع، لا مجال للتخلي، فينبغي أن يجهِّز نفسه للمواجهة فقط.
في هذا الكتاب تقوم المؤلفة بمناقشة الصعوبات التي يواجهها الأهل مع أولادهم، وكيفية التغلُّب عليها.
مؤلف كتاب كيف تفوز في مشاكل البكاء والمشادات مع طفلك؟
سينتيا ويثام Cynthia Whitham هي مؤلفة وأخصائية اجتماعية معتمدة ومتخصِّصة في تدريب الآباء، تمارس سينيتا مهنتها في منزلها أيضًا في تطبيق المعلومات إذ إنها أم لطفلين، كما أنها مديرة جمعية تدريب الآباء في كاليفورنيا، وهي متحدثة جيدة وذات منطق في جميع المؤتمرات والندوات الخاصة بالتوعية والتعامل الصحيح مع الأطفال، ولها العديد من المؤلفات في هذا المجال، وهم: “the answer is no ” و”saying it and sticking to it ” و”win the whining war and other skirmishes”.