المخُّ يُرسِلُ لك رسائلَ كاذِبة لا تُعبرُ عنْك
المخُّ يُرسِلُ لك رسائلَ كاذِبة لا تُعبرُ عنْك
هل تفعلُ أشياءَ لا ترغبُ بها؟ هل تشعرُ أحيانًا بالعجزِ عقليًا وعاطِفيًا؟
ذلك بسببِ رسائلِ المخِ الكاذبة، تلك الرسائلُ تَسْتَحِثُّ بواعِثَ مُؤذيةً تُضِلُّكَ عن سبيلِ تحقيقِ أهدافِك ونواياك، وتتسببُ في إفراطِكَ في التفكيرِ والتوتر.
أحدُ مُرتادي عيادةِ الكاتب، كان موهوبًا بحق في التحدُّثِ أمام الجماهير، ولكن تسلّلَتِ الأفكارُ المُخادِعَةُ لعقلِه، وبدأت في السيطرةِ عليه، فأيقنَ بأنه لا يستحقُ أيَّ خير، ووصلَ به الأمرُ إلى الرَهَابِ المَرَضِي من مُخاطبةِ الجماهير والخوفِ من الرفْضِ لسنواتٍ عديدة.
كانت طُفولتُهُ المُسببةُ -بالطبعِ- لذلك، ولكن هناك حدثٌ وَقَعَ له في سنِّ العشرين؛ كان له أثرًا مُدوّيًا. ففي أحدِ الأيام، تجمّدَ بطلُ قِصّتِنَا في مكانهِ أمامَ أحدِ المُنتِجِين، ولم يتفوه بكلمة، ومنذُ ذلك الحين، ومُخُّهُ يَتجاهلُ جميعَ صِفاتهِ المُميَزةِ ويُركزُ على عُيُوبه.
شغلتْهُ تلك الرسائِلُ المُزعِجةُ وجعلتهُ يتجنبُ اختباراتِ الإلقاءِ برُمّتِها، وعزّزَت قناعَتَهُ السلبيةَ عن نفسِه.
عند مواجهَتِكَ لنفسِ المُشكلة، قد تظنُّ أنه لابدَّ من تصديقِ ما يُملِيِه المُخُّ عليك، ولكن ما يقوله لك عقلُكَ قد لا يكونُ صَحيحًا دائمًا.
لذلك لا تقُل: “قَدَرِي، أن جيناتي تقودُنُي إلى هذه الأفكارِ والأفعال”، فأيُّ أحدٍ يُمكِنُهُ الفِكاكُ من تلك القيود، ويستطيعُ تخطي العقباتِ الموروثةَ المُتأصلةَ؛ بتعديلِ طريقةِ عَمَلِ مُخِّهِ.
الفكرة من كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
معظمُ الناس يقضون وقتًا كبيرًا من حياتِهِم في حَلْقةٍ مُفْرَغة؛ كرَدةِ فعلٍ لمُجابهةِ كُلِّ ما يحدثُ داخلَ عُقُولِهم من الأفكارِ السلبية، مثلِ الخوفِ من التحدُّثِ أمام الجماهيرِ ورَهَابِ العَلاقاتِ الاجتماعية؛ حيثُ يُرسِلُ المُخُّ رسائلَ تُخبرهُم بأنهم بِلا قيمة، ولا يستحقون الحياة أو الحب.
كتاب “أنت لست مخك” يدعونا إلى تغييرِ وتحدي تلك الأنماطِ الراسخة؛ عن طريق التركيزِ على جعلِ المُخِّ حليفًا لك، بعد تحييدِ عَدَاوَتِه. من خلال هذا المُلخص؛ ستتعرفُ على حِيَلِ المُخِّ وكيفيةِ مُواجهتِهَا، فهو له رسالاتٌ خادعةٌ عديدة، تُبرمجُنَا بِصِبْغَةِ الأفكارِ السلبية، أشهرُهَا “أنا لستُ جيدًا بشكلٍ كاف”.
من الآن فصاعدًا، لا تُصدق مُخّك، ولا تَتّبِعْهُ اتباعًا أعمى بلا بَصِيِرَة؛ فالأفكارُ السلبيةُ تلك، لا تُعبِّرُ عنك أنت، هي رسائلُ مَبتورةُ بِلا أصل داخِلَ مُخِّك. لا تستمِع إليِها.
مؤلف كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
“جيفري شوارتز”، يعمل كطبيب بشري وباحث في الطب النفسي، في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس، وتُركزُ أبحاثُهُ على مَجالِ المُرونة العصبية – ذاتيةِ التوجيه- وعلاقتِها باضطراب الوَسواس القهري.
وأما “ريبيكا جلادينج”؛ فهي تعمل أيضًا طبيبة بشرية، شَغَلَتْ منصِبَ أستاذةِ الطبِّ الإكلينيكي، وعمِلَت كطبيبةٍ نفسيةٍ مُعالِجة، في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، ولديها خبرةٌ واسعةٌ في دِراسةِ التأملِ الواعي والتوتر والاكتئاب .