الهوية والكراهية
الهوية والكراهية
مجموعة الخصائص أو السمات التي يتميَّز بها الفرد عن غيره مثل جنس الفرد أو المكان الذي نشأ فيه أو العمر أو العرق أو لون البشرة أو الدين، فكلها تعني مفهوم الهوية للفرد، وتختلف هوية الفرد عن الآخر، وقد تُعدُّ أيضًا الطبقة الاجتماعية في غالب المجتمعات من ضمن هوية الفرد، واختلاف الهويات بين الأفراد قائم على اختلاف سماتهم، ما أدَّى في بعض المجتمعات والدول إلى صراع وعنصرية قد تؤدِّي إلى القتل والنبذ والتحقير من فئة عن غيرها، وقد ظهر ذلك في عدة دول أوروبية حيث قامت على نبذ أو تفرقة عنصرية بين أفراد البشرة الملوَّنة كما لقَّبوهم وأصحاب البشرة البيضاء، ووضعوا أصحاب البشرة البيضاء في مناصب عليا ومنحهم حقَّ الترقِّي المجتمعي والتعليم وغيرهما، ويفضِّلونهم في العمل والمناصب السياسية حتى في الظهور الإعلامي كبرامج التلفاز والصحافة والسينما وغيرها.
ويقول راشكوفسكي مُعلِّقًا على مفهوم الهوية عنده “معنى الهوية يقوم على الكره، كره من هو غير مماثل، ينبغي تنمية الكره كعاطفة مدنية، يجب أن يوجد دائمًا هناك أحد نكرهه لكي نجد لأنفسنا ما نبرِّر به بؤسنا الخاص”، في هذا الحُكم المُتسرِّع الذي قد يقوم على مصالح شخصية عرف أغلب المُفكرين المُنحازين إلى أفكار أو فئات مجتمعية دون غيرها أن هويَّتك يجب أن تدفعها عاطفة الكره التي تغذِّي سمة القتل عند صاحب الهوية أو النبذ والتحقير وكلها أفعال شنيعة يبرِّر صاحبها أنه صاحب هوية راقية ويتعامل مع هويته على أنها الأولى والأخيرة قتُقام الحروب وأفعال العنف، مثلما وضَّح ألبرت أينشتاين متأثرًا بأفكار فرويد في كتابه “قلق في الحضارة” بأن العنف والحرب لهما علاقة غريزية أصيلة في النفس البشرية، وأن هوية الكره والعنف جزء لا يتجزأ من النفس البشرية.
الفكرة من كتاب لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى
لقد قام العالم على كل شيء ونقيضه حتى الألوان بها الأبيض ويقابله الأسود، والمشاعر منها الحب والكره، والآراء قد نتفق عليها وقد نختلف، ولكلٍّ منا هوية يُعرف بها ونتنازع حولها من أمم إلى دول إلى أفراد، فالنزاعات بين البشر قد تصل بهم إلى الحروب والكره والأبشع هو القتل، قد تقتل شخصًا لاختلافه معك دون مبالاة منك، بل ستبرِّر فعلتك، وقد استغلَّ هذا كثير من مُحرِّضي العنف سواء من العلماء أو المثقفين أو القادة لخوض حروب ونزاعات عالمية وقبلية بهدف الرأي الواحد والبقاء للأقوى، وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب إلى نقاشات متعدِّدة حول مفاهيم الكره والحرب والنفس البشرية وما تحمله من جانب مظلم وكراهيات حقيقية ومصطنعة.
مؤلف كتاب لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى
نادر كاظم: كاتب وناقد أكاديمي وثقافي بحريني، حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، ودرجة الماجستير في النقد الحديث، وكان يعمل محاضرًا ومساعد باحث غير متفرِّغ في جامعة البحرين، وله مؤلفات متعدِّدة منها “الهوية والسرد”، و”طبائع الاستملاك”، و”خارج الجماعة”، و”استعمالات الذاكرة”، و”إنقاذ الأمل”.