أسباب القلق من الموت وعلاجه
أسباب القلق من الموت وعلاجه
تتعدَّد أسباب قلق الموت وتتباين عند السيكولوجيين فيرى فيفل أن الخوف من الموت هو خوف من الإبادة أو فقد الذات، لكن يعارض ماسرمان بأن قلق الموت غير ناشئ عن الخبرة الشخصية لأن الإنسان لا يعرف بالضبط ما الذي يخاف منه، وإنما يعبر عنه في صورة قلق من جميع الظروف المؤدية للموت كالأمراض والكوارث، أما سرلتز فيسرد أسبابًا متعددة يرى أن قلق الموت محصلة اجتماع بعضها أو كلها، ومن ذلك الخوف من معاناة البدن في الاحتضار وإذلال الجسم بالألم وعدم بلوغ الأهداف إضافةً إلى الخوف من العقاب الإلهي والحرص على الأسرة.
يمكن علاج قلق الموت بواسطة العلاج السلوكي وهو أفضل العلاجات المقدمة وأكثرها ذيوعًا، ويرى تمبلر أنه إذا كان قلق الموت تابعًا لأمراض نفسية أخرى كالاكتئاب أو الوسواس القهري، فينبغي علاج أعراض المرض النفسي بالعقاقير والجلسات الكهربية والنفسية لأن قلق الموت يرتبط كثيرًا بهذه الاضطرابات، أما إن كان قلق الموت مستقلًّا فيعالج مباشرة بآلية “تقليل الإحساس المنتظم” داخل العلاج السلوكي، وثمة نوع آخر من العلاج يسمى علاج الحزن للذين فقدوا عزيزًا.
يمكن خفض قلق الموت أيضًا بالتربية المتصلة بالموت، والتي تتضمَّن وسائل مسموعة ومرئية وحلقات دراسية، وتستهدف بالتحديد فئة العاملين بالقطاع الصحي بسبب زيادة أعداد المحتضرين في المستشفيات والكشف عن سوء معاملتهم من الأطباء والممرِّضين الذي يعانون ارتفاع قلق الموت، فتلك التربية ضرورة إنسانية وأخلاقية.
الفكرة من كتاب قلق الموت
الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد، على اختلاف مذاهب الناس ومشاربهم، وكل إنسان ينظر إلى الموت ويتعامل معه بطريقته الخاصة بحسب عقيدته وأفكاره وسلوكه والبيئة المحيطة به، والخوف من الموت أمر غريزي له فوائد، لكن عندما يتخطَّى الحد الطبيعي له يمنع المرء عن العمل في الحياة والاستمتاع بها، ويجعله عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب، ورغم أهمية ذلك الموضوع وجدارته بالبحث والتحليل فإنَّ مكتبتنا العربية جدُّ فقيرة فيه.
مؤلف كتاب قلق الموت
الدكتور أحمد محمد عبد الخالق: أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية وعضو الجمعية النفسية الأمريكية، وُلِد بالقاهرة عام ١٩٤٣، وعمل سابقًا في جامعات الأزهر وبيروت والملك سعود، وأشرف على تحرير سلسلة متخصِّصة بعنوان “بحوث في السلوك والشخصية” في ثلاثة مجلدات.
من مؤلفاته:
الاستخبارات الشخصية.
الأبعاد الأساسية للشخصية.