أهم مداخل الغزو الفكري
أهم مداخل الغزو الفكري
يسعى الغرب سعيًا حثيثًا للذم والتقليل من اللغة العربية الفصحى وبيان عيوبٍ مُلفَّقةٍ وشبهات مُخترَعة للنيل منها، وما الهدف، اللغة العربية في حد ذاتها؟ بل هي وسيلة إلى غاية ألا وهي القرآن الكريم الذي وحَّد العرب وجعل منهم أمة واحدة وعظَّمهم ودلهَّم على منهجٍ لم يخيبوا إذا اتبعوه!
فيحاول الغرب إزالة اللغة العربية وإحلال اللغات العامية ضعيفة البنية مكانها، وكانت بداية تلك الدعوة حينما دعوا الناس والمجتمعات الإسلامية إلى تفسير القرآن بلغة بسيطة يفهمها العامة، وما يتناسب ذلك مع كلام الله (عز وجل) وعظمة ألفاظه وسحر بيانه، آملين بذلك أن تحدث الفجوة المنتظرة بين القرآن وقرَّائه والوصول إلى أجيالٍ لا تفتح المصحف إلا بقاموس.
بالطبع هم لا يعلنون ذلك صراحةً وإنما تفضحهم خطواتهم وحججهم الواهية كتطوير اللغة العربية أو تهذيب ألفاظها أو إصلاح عيوبها، إلى آخر هذه العناوين التي تُبطن خلاف ما تظهر. ويشير الكاتب إلى المجامع اللغوية المختلفة بالتوقف عن دراسة اللهجات العامية وقدرتها، فهي لا تقوى على أن تكون لغة أدبٍ وعلمٍ وثقافة كاللغة العربية، فإن كانوا يزعمون أن هذه الدراسات تقوم بتصحيح أخطاء اللغة العربية فإن الرد عليهم أن مشكلات اللغة العربية معروفة منذ القدم وهي محاولة مواكبة المصطلحات العلمية الناشئة يومًا بعد يوم وتبسيط النحو والصرف والبلاغة للدارسين والمهتمين؛ فاللغة العربية كانت ولا تزال لغة رائدة استطاعت أن تعبِّر بدقة عن أفكار أبنائها وتعبِّر عما عجزت عنه اللغات .
ومن أهم مداخل الغزو الفكري أيضًا التاريخ؛ فالغرب يعرف جيدًا دور التاريخ في إحساس الأمة الإسلامية بكيانها وقوتها وأن أبناءها يستطيعون فعل ما فعله آباؤهم وأجدادهم، لذلك عكفوا على تفسير تاريخنا وَفق مناهجهم الغربية وتفسيراتهم المادية التي لا تلبث أن تفشل في الوصول إلى نتائج وغايات من التفسير لأن نظراتهم قاصرة تفتقر إلى التفسير الرباني الروحي، وهناك جزئية أخرى هي تعظيم ماديات الغرب شيئًا فشيئًا وصولًا إلى تعظيم الحضارة الغربية بكل عناصرها.
ولطالما تم تجييش فئات متخصصة في بث السموم في الوقائع التاريخية مثل الاستشراق الغربي والاستشراق الماركسي والاستشراق الصهيوني، كلٌّ له غاياته وأهدافه الخاصة، لكن الكل يشترك في استهداف تاريخ القرآن وتاريخ الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وتابعيه. فلا بدَّ للمؤرخين الإسلاميين أن ينتبهوا إلى كل هذه السموم وإزالتها قبل أن تفسد القلوب قبل العقول.
الفكرة من كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم معركة تختلف عن كل المعارك الحربية التاريخية، ألا وهي معركة الذات الإسلامية، تدخلها الأمة مطالَبة بالحفاظ على ذاتها وهويَّتها التي تكونت في أربعة عشر قرنًا مضت..
يوضح المؤلف في هذا الكتاب كيف يتلاعب المجتمع الغربي والمستشرقون بالمجتمعات الإسلامية، ويستعرض خططهم ومؤامراتهم لتغريب المسلمين وجعلهم يتناسون الإسلام حتى ينسوه تمامًا، ويبين النماذج الغربية المصمَّمة من أجل ذلك سواء باستهداف الفكرٍ أو الثقافة أو التربية أو الوعي أو الصحافة والإعلام، ثم يرسم الكاتب خريطة طريق للنجاح في التغلب على تلك المواجهات الخادعة والحروب الفكرية المستميتة.
مؤلف كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
أنور الجندي: مفكر إسلامي مصري ولد بأسيوط ١٩١٧، حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ١٩٦٠ وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية، وتوفي عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز الخمسة وثمانين عامًا.
له الكثير من المؤلفات الشهيرة في الفكر الإسلامي، منها:
الإسلام تاريخ وحضارة.
الإسلام في مواجهة الفكر الوافد.
الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني.