التفكير الإيجابي ثم الإبداع
التفكير الإيجابي ثم الإبداع
المرحلة الأخيرة من التفكير هي مرحلة التفكير الإيجابي المختص بحل المشاكل، أو حتى تسكين العاطفة، وهو المسؤول عن الاقتراحات والأفكار والتشجيع، وهو أمر باختيارك؛ أنت الذي تختار أن تنظر إلى الأمور من جهة الحلول والفوائد، فكما يقول الكاتب فإن أهم شيء في الإيجابية هو “الرغبة في جعل الأشياء تحدث”، وهو ما يميز كل الناجحين، بعكس السلبيين المستسلمين للأمر الواقع دائمًا، لكن يجب علينا الحذر من التفاؤل بسذاجة، أي أننا يجب أن نبني هذا التفاؤل على مدخلات ما، وأن نستعمل القبعة الصفراء والسوداء بتوازن وليس بإفراط.
التفكير السلبي هو الذي يجعلنا نفكر لماذا يفشل العمل؟ بينما التفكير الإيجابي دائمًا يطرح فكرة جيدة ويرسخها في العقل: “لماذا ينجح العمل؟ وكيف ينجح؟”.
إذن فمن الممكن أن يتحوَّل الفشل إلى نجاح ونستغل الأخطاء التي وقعنا بها لنحصل على فرصة كبيرة ومنفعة، وهذا لا يتطلَّب الإيجابية أي قبعة التفكير الصفراء فقط، بل يتطلَّب أيضًا الإبداع والتفكير في المستقبل، أي قبعة التفكير الخضراء.
والقبعة الأخيرة هي قبعة التفكير الزرقاء، وهي المتحكمة في البقية، هي التي تستطيع إخبارك بموضوعية تامة كيف يُبلي أعضاء الفريق وكيف يفكرون، فعندما تخبر من أمامك أن يرتدي قبعة التفكير الزرقاء فأنت تسأله عن الهدف والوجهة والمحطة الأخيرة من الفكرة لتتقن التحكم في القبعات الأخرى.
الجميل في فكرة القبعات أن الإنسان يستطيع بسهولة التحكم في نفسه والانتقال من قبعة إلى أخرى إذا أراد، وكأننا نضغط على زر، فنتغيَّر من السلبية إلى الإيجابية فجأة، فإما أن تفكر في الأشياء بطريقة عادية قد تعرِّضك لأخطاء وخسارات، أو تفكِّر بها بجدية وتستعين بقبعات التفكير الست، والأمر متروك لك فانظر ماذا تختار.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.