قبعة التفكير البيضاء
قبعة التفكير البيضاء
هي القبعة التي نرتديها عندما نريد معرفة الحقائق، وقد تستخدم بكثرة في المحاكم مع المحامين والقضاة، فمثلًا عند استجواب شاهد متى رأى المتهم، يجب أن يجيب الشاهد بأنه رآه في اليوم والساعة المعينة، بالحقائق فقط لا بالاستنتاجات، بمعنى أن يكون رأى كل ما قاله، وهذه ثغرة قد يدخل منها المحامي إذا قال الشاهد مثلًا إن المتهم قادم من نادٍ للقمار لأنه معتاد ذلك، فيتدخل المحامي ويسأل الشاهد إن كان رآه هناك بعينه، فلو أجاب بالنفي فلن يؤخذ هذا الجزء من الشهادة وتؤخذ الحقائق فقط، المتمثلة في الوقت والتاريخ، لذلك فالاستخدام الحقيقي لقبعة التفكير البيضاء لا يكون بالآراء، بل بالحقائق فقط، الحقائق التي لا يراد بها تأييد وجهة نظر والتشكيك في وجهة نظر أخرى، بل حقيقة حيادية وموضوعية، ومجربة، حيث إن الحقائق نوعان: حقيقة مجربة مثل شروق الشمس يوميًّا من الشرق، وحقيقة غير مطلقة، أي تحتمل الخطأ والصواب مثلًا عندما نقول: كل الإوز لونه أبيض لأننا على حسب “خبرتنا /رؤيتنا” وجدنا كل الإوز أبيض، فهذه حقيقة من وجهة نظرنا، أما إذا صادفنا إوزة سوداء، ففي وقتها نبدأ في الاقتناع أن لكل قاعدة شواذ، وأننا لا يصلح أن نقول عن كل رأي إنه “حقيقة” ما دمنا لم نرَ الصورة بأكملها، وعندما أخبرك أن ترتدي القبعة البيضاء فأنا ببساطة أخبرك أن تكون دقيقًا لا تستخدم الجمل الواسعة التي تحتمل أكثر من معنى مثل: “إذا ذاكرت أو عملت بجد، ستجد النجاح في حياتك”!
لكننا في القبعة البيضاء يمكننا استخدام مفردات الاحتمالية، مثل: “معظم الذين ذاكروا نجحوا، والبعض لم يحالفهم التوفيق” إذن نحن نحاول الوصول إلى أحسن نتيجة في التفكير ولا يوجد صواب مطلق.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.